رشا أبو زكيلم ينسَ اللبنانيون حتى الآن مأساة 53 طياراً وعدد كبير من موظفي شركة الخطوط الجوية عبر المتوسط (TMA) الذين صُرفوا تعسفياً في منتصف عام 2005، وذلك بتبرير إعادة تفعيل الشركة. الموظفون رفعوا دعاوى قضائية ضد إدارة الشركة السابقة، ولم يحصلوا حتى اليوم على حقوقهم. أما الجديد في هذا الموضوع، هو أن الإدارة السابقة باعت الشركة منذ حوالى شهر إلى المحظي مازن البساط، بحسب رئيس نقابة الطيارين محمود حوماني. والبساط هو قريب الرئيس فؤاد السنيورة، وهو صاحب شركة «بساط الريح» التي غيّر اسمها أخيراً إلى «ميد آرواي»، وتتوقع مصادر مطّلعة أن يحوّلها في المستقبل من شركة طيران جوي إلى شركة لصيانة الطائرات. والبساط لم يَعِد بالطبع الموظفين المصروفين بدفع حقوقهم، فهو ينتظر «ما يصدر عن القضاء في هذا الموضوع».
وفي هذا الإطار، قال وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي خلال جولة قام بها في مطار بيروت الدولي، إن «مشكلة الـTMA مزمنة في البلد، وقد بيعت هذه الشركة منذ فترة، وثمة مشاكل كبيرة عالقة، وخاصة مع مطار بيروت. ولقد اجتمعت بالمسؤولين وطلبت منهم المعلومات التفصيلية عن مستقبل الشركة والعاملين فيها والأراضي المستثمرة وعدم دفع الإيجارات المطلوبة بحكم هذا الاستثمار منذ سنوات طويلة، يضاف إلى ذلك الديون المترتبة على الشركة للطيران المدني. ولم أتسلّم أية إجابة، ما عدا مسألة تتعلق بالكثير من الشكليات ومرتبطة بالجانب المالي. وقد اتصلت مرة ثانية وطلبت الالتزام بما طلبته رسمياً عبر كتاب خطّي، ولم أتسلّم شيئاً»!
فهل سينتصر السنيورة بقريبه على حقوق الموظفين مجدداً؟ أم ستلبّى المطالب المحقّة على يد العريضي؟... الأيام كفيلة بكشف المستور.