strong>إسرائيل تعدّ لعدوانٍ يتفادى أخطاء حرب تموز... وغزّة تفتقر إلى الخبزمع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزّة، جدّدت «حماس» استعدادها لاستئناف التهدئة، شرط التزام الاحتلال، فيما سقط 3 شهداء على حدود القطاع، بالتوازي مع تلميح الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية تستند إلى عبر حرب تموز في لبنان

غزة ــ قيس صفدي
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه اغتال ثلاثة فلسطينيين عند الشريط الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجيش، أفيحاي أدرعي، لـ«يونايتد برس إنترناشونال» إن «القوة (الإسرائيلية) رصدت ثلاثة مسلحين فلسطينيين يقتربون من الجدار الحدودي عند منطقة كيبوتس ناتيف هعسراة في محاولة لزرع عبوة ناسفة».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد قام بجولة قبل الاشتباك بساعات قليلة، بالقرب من الموقع نفسه واطلع على استعدادات القوات الإسرائيلية وحالة تأهّبها لاحتمال شنّ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.
وقال باراك إن «الجيش متأهّب ومستعد لمواجهة أي تطوّر محتمل ومن سيضطر لاتخاذ القرارات (بشن عمليات في القطاع) هو القيادة السياسية». وأضاف: «لقد قلنا إنه لا يمكننا القبول باستمرار إطلاق الصواريخ، ولا أعتقد أنه ينبغي إضافة تفاصيل».
وكانت خمسة صواريخ من نوع «قسام» قد أطلقها مقاومون فلسطينيون من قطاع غزة وسقطت جنوب فلسطين المحتلة عام 1948 من دون أن توقع إصابات.
بدوره، قال وزير الموصلات، شاؤول موفاز، إن «التهديد الإيراني هو المركزي، إلا أن التهديد الماثل في غزة هو على جدول الأعمال»، موضحاً أن «القضاء على سلطة حماس هو الهدف الأول، وكل عملية تهدئة لا تليها عملية ردع تمثّل مشكلة»، فيما أكدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، أنه «يجب منع إقامة دولة حماستان في القطاع».
وبالتوازي، نقلت الإذاعة العبرية عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال، قولها إن «وحدات من الجيش تجري تدريبات خاصة لمواجهة تصاعد الموقف في غزة». وقال مصدر أمني إن «موقف الجيش والدوائر الأمنية يعتمد على العبر التي استُخلصت من حرب لبنان الثانية في تموز 2006».
وكان القيادي في حركة «حماس»، محمود الزهار، قد أعلن «استعداد حركته للعودة إلى التهدئة، إذا التزمت دولة الاحتلال شروط الاتفاق»، موضحاً أنّ «الموقف سيُقَوّم بعد انتهاء فترة وقف إطلاق الصواريخ لمدة يوم واحد،‏ وإذا كانت هناك مستجدات إيجابية، فسيُمَدّد الموقف».‏ إلاّ أنه أوضح أنه «لم يتصل أي طرف رسمياً بحماس حتى الآن، للبحث في شأن التهدئة». وبدا موقف رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية، خالد مشعل، حازماً. وقال لقناة «اليوم» الروسية، إن «هدنة جديدة مع إسرائيل يجب أن تنطوي على تخفيف الحصار المفروض على الأراضي»، محملاً إسرائيل مسؤولية فشلها. وأضاف: «من يرغب في التحدث معنا بشأن الهدنة، فعليه أن يعالج الحصار المفروض على شعبنا، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 270 شخصاً. إنها مأساة حقيقية».
وفي سياق تدهور الأوضاع الإنسانية جراء الحصار، أعلنت جمعية أصحاب المخابز توقف أكثر من نصف المخابز العاملة في غزة جراء نفاد الدقيق وغاز الطهو، فيما شنت حكومة «حماس» حملات تفتيش ضد التجار المحتكرين لمادة الدقيق.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا فيون، بعد لقائه نظيره المصري، أحمد نظيف، أن «فرنسا ترى أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين من دون تهدئة دائمة في غزة». وأكد «مساندة باريس لكل الجهود التي تبذلها مصر». وأشار إلى أن «فرنسا وأوروبا على استعداد للمشاركة بصورة ملموسة في حفظ السلام، بمجرد توقيع اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين».



اللاتين يلغون القدّاس احتجاجاً

أكد راعي طائفة اللاتين في قطاع غزة أن الطائفة المسيحية التي تسير وفقاً للتقويم الغربي ستلغي قداس منتصف ليل الأربعاء الخميس في مدينة غزة احتجاجاً على الحصار الإسرائيلي المفروض. وقال الأب مانويل مسلم لوكالة «فرانس برس»: «سنقيم بدلاً من القداس صلاة في الساعة السادسة من يوم الأربعاء في مدرسة العائلة المقدسة في حي الرمال (غرب) كي يتمكن أكبر عدد ممكن من المشاركة». وأكد أن العيد يأتي «هذا العام تحت الحصار من دون أي مقومات للعيد، ولا ملابس ولا أحذية ولا أغذية ولا هدايا بسبب الحصار وصعوبة الوضع الاقتصادي لدى العائلات المسيحية والمسلمة».
بدوره، دعا بطريرك القدس للاتين، فؤاد طوال، أمس، إلى إنهاء «الاحتلال والظلم في الأراضي المقدسة»، معرباً عن قلقه على مستقبل القدس، وخصوصاً أن «المستوطنات غير الشرعية تخنقه».
وقال المونسنيور طوال، في رسالة الميلاد: «مع بيت لحم التي انتظرت عبر التاريخ من يكسر نير مشقتها وعصا كتفها وقضيب مسخرها، ما زلنا ننتظر من يرفع الاحتلال والظلم عنا ويبعد الخوف والضيق والانقسامات الداخلية». وأعرب عن قلقه على «سكان الأرض المقدسة والعائلات التي تلجأ إلى الهجرة، وتفقد بذلك جذورها الدينية وهويتها». كذلك احتج على جدار الفصل المثير للجدل، الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية، إضافة إلى مئات الحواجز التي تعوق حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة المحتلة.
(أ ف ب)