عبّر الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع الصحافي في «واشنطن بوست» دايفيد إغناسيوس، نُشرت أمس، عن الآمال السورية المنتظرة من إدارة باراك أوباما حيال سياسة الشرق الأوسط.وقال إغناسيوس إن آمال الأسد تتمثل في ثلاثة: أولاً، ألا يبدأ أوباما «حرباً جديدة في العالم، ولا سيما في الشرق الأوسط»، معرباً عن ثقته بأن نظرية الحرب الاستباقية ستنتهي مع خروج جورج بوش من البيت الأبيض.
ثانياً، قال الأسد، بحسب إغناسيوس، إنه «يودّ أن تلتزم الإدارة الجديدة بصدق عملية السلام، وأن تدعم أميركا المفاوضات السورية غير المباشرة مع إسرائيل». كما حثّها على متابعة المسارين اللبناني والفلسطيني.
ثالثاً، أعلن الأسد أنه «يريد أن تعمل سوريا والولايات المتحدة معاً من أجل استقرار العراق، فيما تبدأ القوات الأميركية بالرحيل»، مضيفاً «لا يمكننا أن نرجع عقارب الساعة إلى الوراء. الحرب وقعت، الآن يجب أن نتحدث عن المستقبل. علينا صياغة مسار ورؤية سياسية وجدول زمني للانسحاب». وقال إغناسيوس إن «الآمال الثلاثة» تشير إلى أن الأسد يريد فتح صفحة جديدة مع أوباما، بعد سنوات من العلاقات المتوترة مع بوش.
وعن التقارير التي ذكرت أن المملكة العربية السعودية تسعى لتحسين العلاقات مع سوريا لأنها ترى أن واشنطن تتقرّب من دمشق وتخشى أن يفوتها القطار، ضحك الرئيس السوري، وأجاب «ربما هي فعلاً فوّتت عليها محطة القطار». لكنه أشار إلى أنه مستعد لاستقبال أي مبعوث، مضيفاً «ليس لدي أيّ مشاكل مع السعوديين، ونحن نرغب في علاقات جيدة مع كل دول المنطقة».
وأعرب الأسد عن استعداده للانتقال إلى محادثات مباشرة مع إسرائيل حالما يتلقّى توضيحات بشأن شرطين: الأول، ضمانات بانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة بالكامل. ومن أجل توضيح هذه المسألة، قام الأسد بإرسال خريطة حدود إلى الإسرائيليين هذا الشهر تحدد النقاط الحدودية قبل عام 1967، وذكر أنه لم يتلقَّ أيّ ردٍّ بعد من الجانب الإسرائيلي. أما الشرط الثاني، فهو رعاية الولايات المتحدة للمحادثات المباشرة.
وعن العلاقات مع إيران، قال الأسد إن «العلاقة ليست حول نوع من الالتزام أو الانتماء الثقافي لسوريا، لكنها حول حماية مصالح سوريا من أعدائها المجاورين، وحول من يؤدي دوراً في المنطقة، ومن يدعم حقوقنا».
وعما إذا كانت سوريا مستعدة للجم حزب الله، قال الرئيس السوري إن «هذه مسألة على إسرائيل أن تحلّها بمفاوضات منفصلة مع لبنان». وأضاف «كلما زادت الحدود ازداد السلام. حزب الله موجود على الحدود اللبنانية لا السورية. وحركة حماس موجودة على الحدود الفلسطينية. عليهم النظر إلى هذين المسارين وأن يتفهّموا. فمن يرد السلام عليه العمل على ثلاثة اتفاقات في ثلاثة مسارات».
وقارن الكاتب بين المقابلة التي امتدت حوالى 30 دقيقة وحضرتها مستشارته الإعلامية والسياسية بثينة شعبان، والمقابلة التي كان قد أجراها معه عام 2003، حينها بدا الأسد قاسياً وعملياً. لكن في المرة الأخيرة، كان عفوياً وبعيداً عن البروتوكول، يقطع حديثه مرات عديدة بالضحك.
وقال إغناسيوس إن سلوك الأسد يوحي أنه يمسك زمام القيادة الآن، بعد فشل محاولات إدارة بوش عزل سوريا. فهو الآن في موقع تتودّد إليه الدول الأوروبية والعربية، ويفتح قنوات عبر تركيا مع إسرائيل.
(الأخبار)