strong>شهيدان في القطاع والمقاومة تطلق 60 صاروخاً ومصر تدعو الفصائل لـ«التشاور»يبدو أن قطاع غزة قد دخل في مرحلة التصعيد العسكري المتبادل، مع سقوط أكثر من 30 صاروخاً فلسطينياً على أهداف إسرائيلية، رداً على استشهاد خمسة مقاومين من حركة «حماس». تصعيد قوبل بطرح مصري لبحث عقد اجتماع تشاوري في القاهرة، يضم الفصائل الفلسطينية

غزة ــ قيس صفدي
أعلن مصدر مصري مسؤول أمس أن «القاهرة على استعداد لاستضافة اجتماع تشاوري خلال الفترة المقبلة»، مشيراً إلى أن «الاجتماع ستشارك فيه وفود من الفصائل الفلسطينية كافة لبحث رفع المعاناة عن سكان غزة وتهيئة المناخ للحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة». وأضاف أنه «سيحدَّد موعد هذا الاجتماع على أثر تلقّي القاهرة موافقة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية على عقد الاجتماع التشاوري».
وأكد المصدر، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصريّة الرسميّة، أن «التحرّك يأتي انطلاقاً من مسؤولية مصر القومية تجاه دعم القضية الفلسطينية، وصولاً إلى ما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني وأمانيه»، مشيراً إلى «ترحيب مجلس جامعة الدول العربية، في دورته غير العادية التي عقدت يوم 29 تشرين الثاني الماضي، بإعلان مصر الاستمرار في جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة في أسرع وقت، فضلاً عن تأييده لمبادئ الحوار التي تم التوافق عليها بين الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية لإنهاء حالة الانقسام».
ويأتي الطرح المصري بعد تصعيد عسكري في القطاع، إثر استشهاد خمسة مقاومين، ردّت خلاله الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ. وقال المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، إن «ما تقوم به كتائب القسام يأتي في إطار الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحمايته من جرائم الاحتلال المتواصلة». وأكد أن من «يتحمّل كل تبعات هذا التصعيد هو حكومة الاحتلال، المستمرة في ارتكاب حماقات ضد أبناء الشعب، مستخدمة كل وسائل القتل والدمار».
كذلك توعّدت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، بتوسيع دائرة هجماتها ضد إسرائيل، مهددة بأن أي «عدوان» على قطاع غزة سيفتح فوهة البركان.
وكانت «كتائب عز الدين القسام» قد أعلنت استشهاد الناشطين في صفوفها إسلام فتحي محمد جاد الله (23 عاماً)، ومحمد إبراهيم خليل الحلبي (21 عاماً)، في مهمة جهادية أثناء الرباط شرق بلدة القرارة في خان يونس، جنوب القطاع».
واستشهد في وقت سابق من ليل أول من أمس، ثلاثة من مقاومي «القسام»، هم محمد أكرم معروف وأحمد عفيف أبو المعزة ورائد وليد الرضيع، قرب مستوطنة «نتيف هعسراه» المحاذية لبلدة بيت لاهيا، شمال القطاع.
ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية، أطلقت «كتائب القسام» وفصائل المقاومة عشرات الصواريخ المحلّية الصنع وصواريخ «غراد» وقذائف الهاون على البلدات والتجمعات الإسرائيلية. وأعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن قصف بلدة سديروت ومدينة عسقلان وتجمع «نتيفوت» بـ24 صاروخاً من طراز «قسام»، وصاروخين من طراز «غراد»، إضافة إلى إطلاق 17 قذيفة هاون على البلدات والمواقع الإسرائيلية القريبة من القطاع.
وفي السياق، أعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن قصف مدينة عسقلان وبلدة سديروت بـ7 صواريخ من طراز «قدس». كما تبنّت «كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، و«كتائب شهداء الأقصى» (جيش البراق) التابعة لحركة «فتح»، قصف بلدة سديروت بصاروخين. واعترفت مصادر إسرائيلية بسقوط نحو 60 صاروخاً وقذيفة هاون. وأدّى سقوط الصواريخ إلى إلحاق أضرار بمبان في كيبوتس «شاعر هنيغف» وسديروت وعسقلان وبلدة نتيفوت، فيما أصيب 24 إسرائيلياً بحالات هلع.
وعقدت الحكومة الإسرائيلية المصغّرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) اجتماعاً لبحث شنّ عمليات عسكرية متدرجة في قطاع غزة، فيما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الاستعدادات لعمليات عسكرية متواصلة، لكن الأحوال الجوية العاصفة منعت شن غارات جوية في القطاع. وقال أحد الوزراء الأعضاء في الاجتماع «لن نقبل واقعاً تحاول حماس فرضه علينا».
يشار إلى أن الاجتماع كان مخصصاً لبحث نشاط حركات «الجهاد الإسلامي» العالمية وسبل المس بأساليب تمويل هذه الحركات، لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك قررا تحويل الاجتماع لبحث التصعيد العسكري في القطاع.
في المقابل، قالت صحيفة «هآرتس»، إن دولة الاحتلال «رفعت درجة التأهّب الأمني إلى أقصى درجة بعد استهداف كتائب القسام للمستوطنات والمدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة».
كذلك أعلنت مصادر إسرائيلية أن وزير الدفاع إيهود باراك تراجع عن قرار سابق بفتح معبري المنطار (كارني) التجاري شرق مدينة غزة، وكرم أبو سالم أقصى جنوب شرق القطاع، لإدخال مواد إنسانية وإغاثية، بدعوى استمرار عمليات إطلاق الصواريخ.