يحيى دبوقأثارت المقابلات الهاتفية مع قاتل إسحاق رابين، يغآل عامير، التي عرضتها القناتان الثانية والعاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، موجهة من الانتقادات العارمة والاستياء الشديد لدى غالبية الأوساط الإسرائيلية، السياسية والإعلامية والشعبية، وخصوصاً أنها جاءت قبل أيام من مرور الذكرى الـ13 على اغتيال رابين في تل أبيب في الرابع من تشرين الثاني 1995.
وقال عامير، الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة، في مقتطفات بُثت مساء الخميس، إنه «قتل رابين تحت تأثير خطاب عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية المرتبطة باليمين القومي والمعادية لاتفاق أوسلو» حول الحكم الذاتي الفلسطيني الموقّع في 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين. وذكر خصوصاً رئيس الوزراء السابق أرييل شارون، والرئيس السابق لهيئة الاركان الجنرال رافائيل إيتان والوزير السابق رحبعام زئيفي.
وكان لافتاً في كلام عامير حديثه عن أنه سنحت له فرصة سابقة لاغتيال رابين، لكنه لم يستغلها، وهو ما يشكل صفعة جديدة لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي، الذي لم يخرج حتى الآن من صدمة اغتيال رابين. كان ذلك عندما حضر رابين حفل زفاف أحد رفاقه. وسُئل عامير عما إذا كان رابين مرئياً له في تلك الحفلة، فأجاب: «كنت قربه تماماً، على بعد مترين. تجولت هناك. كنت في الداخل ومعي مسدسي. لكنني لم أقتله. كان واضحاً حينها أنني قادر على فعل ذلك، لكن الوقت لم يكن قد حان بعد».
وتعليقاً على المقابلة، قال إيهود باراك، زعيم حزب «العمل» الذي كان يقوده رابين، في بيان، إن «يغآل عامير يجب أن يبقى في السجن طوال حياته. ويجب ألا يشارك في أي ظرف بالمناقشات العامة التي تبثّها وسائل الاعلام».
وقال النائب العمالي والحاخام ميخائيل ملكيور إن «الشتائم التي نسمعها في كل مرة ينطق فيها القاتل وتحظى بتغطية إعلامية هي عار علينا كدولة وشعب».
كذلك انتقد زعيم الحزب القومي الديني، زيفولون أورليف، قرار بث المقابلتين، اللتين أجريتا من دون موافقة سلطات السجن. وقال للإذاعة «أظن أن مقابلتين مع قاتل دنيء كسرتا المقاطعة التي كانت مفروضة على يغآل عامير وكان يجب أن تستمر».
وفي ضوء حدة ردة الفعل العامة في إسرائيل، قررت القناتان الثانية والعاشرة، عدم بث المقابلة كاملة، الذي كان مقرراً مساء أمس؛ فيما قررت سلطة السجون الاسرائيلية معاقبة يغآل عامير لأنه أجرى المقابلتين من دون إذن. ولهذه الغاية، نُقل عامير من سجن ريمونين (شمال تل أبيب) الى سجن في جنوب فلسطين المحتلة. وسيُمنع عليه حتى إشعار آخر تلقي زيارات زوجته لاريسا تريمبوبلر وعائلته. وبالاضافة الى ذلك، لن يكون بإمكانه أيضاً استعمال الهاتف العمومي في السجن.