لو اتسعت دائرة المطالبين باقتراح نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بأن تُعرَض الاتفاقية الأميركية ــ العراقية على استفتاء شعبي، لأصبح مشروعاً القول إنها ستُدفَن فعلاًأضاف نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي أمس، بعداً جديداً سيصعّب إمرار الاتفاقية المنوي توقيعها بين واشنطن وبغداد، عندما اقترح أن يُعرَض الاتفاق على شعب بلده ليوافق عليه أو يرفضه في استفتاء عام.
وقال الهاشمي، في بيان، إنّ «الاتفاق الذي سيحكم الوجود الأميركي في العراق بعد انتهاء تفويض مجلس الأمن الدولي يجب ألا يمر من دون موافقة العراقيين». وأضاف أنّ الاتفاق «مسألة مهمة وحساسة ويجب أن يكون للعراقيين رأي فيها».
ولم تناقش على نطاق واسع مسألة طرح الاتفاق في استفتاء عام. وسبق للحكومة أن التزمت تنفيذه مواربة من خلال تصويت البرلمان، حيث قد يكون من الصعب تمريره، لأن الغالبية المطلوبة لذلك غير متوافرة في النواب الـ275 الحاليين الذين يؤلّفون هيئته العامة. وأشار أحد مساعدي الهاشمي إلى أنّ الأخير يقترح أن تتضمن انتخابات مجالس المحافظات المقرر أن تجرى في نهاية 2009، استفتاءً يتألف من سؤال هو: هل تؤيد الاتفاقية أم لا؟
في هذا الوقت، أعلن النائب البارز في حزب «الدعوة الإسلامية» ومستشار رئيس الوزراء نوري المالكي، سامي العسكري، أنّ «الجهات المعنية» في حكومته تلقّت «إشارات إيجابية» من واشنطن بشأن التعديلات التي رفعها المالكي ويطالب بإدخالها على مسودة معاهدة «سوفا».
وقال العسكري إنّ «إشارات إيجابية وصلت إلينا من الجانب الأميركي تتعلق بثلاثة تعديلات من أصل خمسة قوبلت بالموافقة من الجانب الأميركي»، قبل أن يوضح «لكننا لم نتسلم رداً رسمياً بشأن النقاط».
ولفت العسكري إلى أن «التعديلات الثلاثة تتعلق بالانسحاب الأميركي خلال 36 شهراً من تاريخ توقيع الاتفاقية، والحق في تفتيش كل ما تدخله القوات الأميركية أو تخرجه من العراق، أي البريد، كما وافقوا على إعادة الصياغة اللغوية لبعض الفقرات».
ميدانياً، سجّل العراق أمس حصيلة قتلى مرتفعة، إذ قُتل 20 شخصاً على الأقل وأُصيب عشرات آخرون بجروح في سلسلة هجمات في بغداد، أبرزها انفجار استهدف مرأباً لوسائل نقل الركاب في جنوب شرق العاصمة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية عراقية. ونجا رئيس «هيئة نزاعات الملكية» (وهي هيئة ألّفها الحاكم الأميركي بول بريمر للنظر بالدعاوى التي تدّعي أن صدام حسين انتزع أراضٍ بالقوة)، العضو السابق لمجلس الحكم أحمد البراك، من محاولة اغتيال عندما انفجرت عبوة ناسفة استهدفت موكبه في وسط بغداد.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)