تجاوزت إسرائيل مرحلة تبرير مجزرة الثلاثاء الماضي في غزة، لتنتقل إلى تبرئة «حماس» من إطلاق الصواريخ، فيما ربطت الحركة الإسلامية التزامها بها بمدى جدية الاحتلالفي ظلّ إصرار إسرائيل على استمرار التهدئة، أعلن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي، أن الدولة العبريّة «تؤيّد تمديد التهدئة مع الفلسطينيين، والأمور تتجه نحو التهدئة». وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي تدخّل ليل الثلاثاء الماضي في قطاع غزة لتدمير نفق كان سيستخدم لتنفيذ اعتداء كبير ضدّ إسرائيل، وكان سينسف التهدئة نهائياً».
وحاول فيلناي رفع مسؤولية إطلاق الصواريخ عن «حماس»، قائلاً إن «الحركة الإسلامية غير مسؤولة عن عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة، بل منظمات أخرى مثل الجهاد الإسلامي»، موضحاً «عندما يجب علينا التحرك نقوم بذلك. نعلم ما يحصل في الجانب الآخر ونتحرك وفقاً لما يجري».
وفي غزة، أكد المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، أن «استمرار التهدئة يحتاج إلى التواصل مع فصائل المقاومة المشاركة لإعادة النظر فيها من جديد». إلا أنه نبّه إلى أن «احتمال تمديد التهدئة إلى ما بعد 19 كانون الأول لن يمنع المقاومة من الرد على خروق الاحتلال وجرائمه بحق أبناء شعبنا».
في المقابل، حذرت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، من أنها «ستردّ بضربات موجعة في عمق الكيان الصهيوني على أي عدوان على قطاع غزة»، مؤكدة أن «التزامها بالتهدئة مع إسرائيل مرهون بالتزام الأخيرة به».
وقال الناطق باسم الكتائب، أبو عبيدة، في مؤتمر صحافي عقده في غزة، إن «الموعد المحدد للتهدئة قد اقتربت نهايته، ولن نمدّد هذه التهدئة ما لم يلتزم بجميع أركانها وعلى رأسها فك الحصار وفتح المعابر». وشدد على أنه «إذا استمرّ العدو بتجاهل ذلك وبقيت المعابر مغلقة والحصار قائماً، فلا مجال للحديث عن تمديد التهدئة»، مشدداً على أن «موجة التصعيد الأخيرة لم تكن نجاحاً للاحتلال، بل كانت فشلاً ذريعاً».
ميدانياً، أطلق جنود إسرائيليون النار باتجاه مزارعين فلسطينيين ومتضامنين دوليين شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة. وقالت منسقة حركة التضامن الدولية في القطاع، فداء قشطة، إن «جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار على مدار نصف ساعة تجاه مجموعة من حركة التضامن الدولية ومزارعين فلسطينيين شرق خان يونس».
كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن «مقاوماً فلسطينياً جرح بشظايا صاروخ أرض ـــ أرض، أطلقه الجيش الإسرائيلي على مجموعة من الناشطين شمال غزة».
(أ ف ب، رويترز، الأخبار)