الصراع على زعامة «الغد» يستكمل مسلسل حرائق القاهرة
القاهرة ــ الأخبار
لم تتوقف أبواق سيارات الإطفاء والإسعاف عن الدّويّ طوال ساعات النهار في وسط القاهرة، فيما كانت ألسنة دخان أسود تتصاعد في مقر مؤسس حزب الغد، أيمن نور، حيث تطورت خلافات الزعامة عليه لدرجة استخدمت فيها قنابل «المولوتوف».
وأغلقت قوات الأمن المركزي المداخل إلى شارع طلعت حرب والشوارع المحيطة، بينما كان السؤال الذي يرتسم على الوجوه: هل هو حريق القاهرة الثاني؟
الإجابة كانت ملتبسة، إذ إن «حرب المولوتوف»، التي وقعت بين أنصار أيمن نور وأنصار منافسه موسى مصطفى موسى في سياق الصراع على رئاسة الحزب، وجدت لها تفسيرات عديدة. أحدها أتى على لسان زوجة نور، جميلة اسماعيل، التي قالت إن البداية كانت مع ساعات النهار الأولى، حين أرادت مجموعة بزعامة جميلة نفسها، عقد جمعية عمومية لاختيار رئيس جديد للحزب، وفوجئ المجتمعون بقنابل المولوتوف تُلقى عليهم من خارج المقر، حيث كانت اسماعيل محاصرة.
أمّا الرواية الثانية، فجاءت على لسان عضو مجلس الشعب، نائب المجموعة المنشقة عن نور، رجب هلال حميدة، الذي قال إن أنصار موسى حضروا لتسلّم مقر الحزب، لكنهم فوجئوا بالمولوتوف تلقى عليهم من الداخل.
أمام هذه المعطيات، استدعت النيابة العامة زوجة نور مع ١٢ من أنصارها لسماع أقوالهم في ملابسات الحريق، لكنها لم تستدع أحداً من أنصار مجموعة موسى.
وكانت حصيلة هذه الاشتباكات العديد من الإصابات، التي طالت أيضاً رئيس حزب الغد، إيهاب الخولي (مجموعة أيمن نور)، فيما أحرقت أوراق ومستندات ومحتويات المقر، الذي كان مكتباً خاصّاً يزاول فيه نور مهنته بصفته محامياً.
والجدير بالذكر أن نور معتقل بتهمة تزوير أوراق تأسيس الحزب. وحصلت مجموعة موسى أخيراً على قرار من النيابة العامة بأحقيّتها في المكتب، باعتباره المقر الرئيسي للحزب.
وتُعدّ الحرب على المقر، فصلاً أخيراً في معركة طويلة بين الفريقين على الحزب، بعد اعتقال مؤسسه بتهمة جنائية في أعقاب ترشّحه لمنصب الرئاسة، منافساً للرئيس حسني مبارك في عام ٢٠٠٥.
وينظر أنصار نور إلى حبسه على أنه عملية «انتقام سياسي» تهدف إلى إبعاده عن الحياة السياسية بعد حصوله على نسبة تصويت عالية أهّلته لموقع «الوصيف» في انتخابات الرئاسة.
وكانت حرائق القاهرة قد تحوّلت إلى ظاهرة في الشهور الأخيرة، بعدما انطلقت شرارتها الأولى في حريق مبنى البرلمان ومبنى المسرح القومي.