علي حيدرحرص الرئيس الأميركي المنتخَب، باراك أوباما، على توجيه رسالة طمأنة باتجاه إسرائيل، عندما أكد أمس التزامه العميق أمن الدولة العبرية وتعزيز الصداقة معها، مؤكداً أنه سينفذ كل ما وعد به خلال زيارته لها.
كلام أوباما أتى خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي اتصل به مهنئاً على فوزه في الانتخابات. وتحدث الرجلان عن العلاقات القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتطورات السياسية وضرورة الاستمرار بما يسمى «عملية السلام» من خلال المحافظة على أمن إسرائيل. ونُقل عن أوباما قوله لأولمرت إنه «سيعمل على الدفع بعملية السلام من خلال المحافظة على أمن إسرائيل». كذلك أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً أعلن فيه أن «الرجلين تحادثا خلال المكالمة الهاتفية عن الصداقة الطويلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وعن الحاجة للحفاظ على هذه الصداقة وتعزيزها».
وكان أولمرت قد رأى، بعد إعلان فوز أوباما مباشرة، أن «أميركا أثبتت مرة أخرى أنها الديموقراطية الأكبر، التي تمثّل نموذجاً لكل الديموقراطيات في العالم». وأثنى على أوباما وكفاءاته وقدراته القيادية، مشدداً على أن العلاقات بين الدولتين «ترتكز على قيم ومصالح مشتركة ومتميزة في إطار علاقات التعاون الوثيقة».
وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني أول من أمس، أن «العلاقات الأميركية الإسرائيلية لن تتغير بتغير الإدارة الأميركية، وأن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة أمن إسرائيل».
وسبق لليفني أن صرحت بأن أوباما يوافق على المبادئ السياسية لإسرائيل، وأنه «بالنظر إلى المواقف التاريخية للولايات المتحدة، فإنها لا تعتقد أنه سيحصل أي تغيير في المواقف في عهد الإدارة الأميركية الجديدة». لكنها تحدثت أيضاً عن إمكان بروز نقاط خلاف مع أوباما تتعلق بكيفية «منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي».
وفي السياق، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الولايات المتحدة إلى عدم التخلي عن احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني. وقال، خلال لقائه مع رايس أمس، إن إسرائيل «مقتنعة بأن إيران تواصل العمل من أجل الحصول على سلاح نووي، وبموازاة ذلك تخدع العالم من خلال إجرائها المفاوضات بشأن الرقابة» على مشروعها النووي. وأكد أن إسرائيل لا تستبعد أي خيار «ونحن نقصد ما نقوله». كذلك عبّر عن اقتناعه بأن «قادة العالم الحر يرون هذه الأمور، وينبغي لهم أن يقروا بها ويأخذوها في الاعتبار عندما يقررون الإجراءات الواجب اتخاذها». وفي ختام لقائه مع رايس، قال باراك «إن ما نفكر فيه، قلناه. لا نستبعد أي خيار. ونوصي الآخرين بعدم استبعاد أي خيار».
يُشار إلى أن أوباما سبق أن تطرق إلى احتمال بدء حوار مع طهران من دون شروط مسبقة بشأن برنامجها النووي، الأمر الذي أثار مخاوف إسرائيل من خطوة كهذه.
وكانت رايس قد وصلت أول من أمس إلى إسرائيل والتقت أولمرت وليفني وباراك الذي شكرها والإدارة الأميركية المنتهية ولايتها «على الجهود الكبيرة التي بذلوها من أجل الدفع نحو حل النزاع، وعلى دعم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل وعلى الإبداعية التي أظهرتها (رايس) مع الأطراف، خلال توليها لوزارة الخارجية».