strong>شعث يتوقّع الاجتماع بعد أسبوعين وعبد ربّه يتّهم «قوى إقليميّة» بالتأثير على «حماس»بعد ساعات من إعلانها تأجيل الحوار الفلسطيني بناءً على طلب «حماس»، التي هدّدت بمقاطعته، لم تغلق القاهرة الباب أمام إمكان عقد الحوار في مرحلة لاحقة، رغم أن العقبات لم تُزل من أمامه، مشيرة إلى موعد قريب، حدّده ممثّل الرئيس الفلسطيني في القاهرة، نبيل شعث، بأنه «خلال أسبوعين»

القاهرة ــ الأخبار
شدّد مصدر مصري مطّلع، أمس، على أن جهود القاهرة لن تتوقف حتى ينتهي الانقسام الفلسطيني الراهن، مشيراً إلى أنها «لمست من خلال اللقاءات الثنائية التي استضافتها أخيراً وجود مساحة توافق كبيرة لدى الفصائل الفلسطينية إزاء العديد من القضايا». وأوضح أنّ مصر «لن تكلّ ولن تملّ من بذل جهودها حتى يتحقق حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
ورأى المصدر أن مصر «لن تقطع الاتصال بأي فصيل فلسطيني بعد هذه الأزمة العابرة»، لافتاً إلى أن بلاده «تتعامل بمنطق الدول مع جميع الفصائل وعلى قدم المساواة، ولن تقطع خيطاً يساعدها في عودة الوحدة للشعب الفلسطيني». وشدد على أن مصر ستواصل اتصالاتها وتحركاتها في الملف الفلسطيني «بأسلوب هادئ بعيداً عن الانفعالات والتشنجات في ظل استراتيجية واضحة تتضمن إنهاء حال الانقسام وإعادة الوحدة الفلسطينية والحفاظ على مكتسبات الشعب الفلسطيني وحقوقه».
ورفض المصدر تحديد موعد جديد لعقد الحوار الفلسطيني، متوقعاً أن يكون قريباً، وذلك في ظل الاتصالات التي وصفها بأنها «هادئة مع جميع الأطراف من أجل جمعهم ووضعهم أمام مسؤولياتهم وأمام شعبهم الذي ملّ الانقسام ويريد الخلاص من هذا الوضع».
إلّا أنّ رئيس وفد حركة «فتح» في الحوار، نبيل شعث، قال إنه من الممكن أن تستضيف مصر خلال الأسبوعين المقبلين الحوار. وأضاف أن «المعلومات المتوافرة لدينا من الأشقاء في مصر تشير إلى استئناف الحوار الوطني الفلسطيني خلال عشرة أيام أو أسبوعين على أبعد تقدير». وأكد أنّ «مصر لم تعلن إنهاء مبادرتها لرعاية الحوار، وهذا شيء يسعدنا. فمصر لا تزال تعمل من أجل إيجاد فرصة مواتية وملائمة حتى لا تضيع الفرصة بالكامل».
وكانت مصر قد قررت، أول من أمس، تأجيل محادثات المصالحة الفلسطينية بعدما قالت «حماس» إنها ستقاطع الاجتماع احتجاجاً على الاعتقالات في الضفة الغربية، واستمرار اعتقال أكثر من 400 من عناصرها.
وقالت مصادر فلسطينية في دمشق ومسؤولو «حماس» في القاهرة إن الحركة مع «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة» و«الصاعقة» «لا تريد الذهاب إلى القاهرة والجلوس بين وزراء خارجية عرب سيحاولون الضغط عليها لتوقيع صيغة في مصلحة الرئيس الفلسطيني محمود عباسواتهم عباس حركة «حماس» بإفشال الحوار. وقال، على هامش مشاركته في اجتماع اللجنة الرباعية للسلام في شرم الشيخ، «مع الأسف الشديد، حماس أعلنت فجأة مقاطعتها لهذه الاجتماعات. وهذا أمر مؤسف. إذ إن مصر بذلت جهوداً خارقة (لتنظيمها)». وجدد شروط حركة «فتح» للحوار الفلسطيني، وهي «تأسيس حكومة فلسطينية مؤقتة، والاعتراف بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية بالكامل في ما يتعلق بعملية السلام مع إسرائيل، بالإضافة إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة».
بدوره، شدّد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، في شرم الشيخ، على أن الورقة التي وضعتها مصر لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ينبغي أن تبقى أساساً لأي حوار بين تلك الفصائل. وقال «لا تخلّي عن الورقة المصرية».
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، قد رفض ذريعة «حماس» لتأجيل الحوار. وقال للصحافيين في رام الله «هذه أكذوبة (لإيجاد) ذريعة من أجل إفشال الحوار في القاهرة. أتحداهم (حماس) أن يعطوني اسم معتقل سياسي واحد لدى الأجهزة الأمنية».
وقال عبد ربه «مقاطعة حماس والفصائل ترتبط بقرار إقليمي من قبل قوى إقليمية لإفشال الدور المصري ولإحباط مساعي استعادة الحوار الوطني. مقاطعة حماس هي مقاطعة من قبل قوى إقليمية تريد إبقاء الأزمة الفلسطينية الداخلية كما هي، وأن تستعمل هذه الأزمة كورقة في المساومة مع الإدارة الأميركية الجديدة لتحقيق مكاسب لهذه القوى الإقليمية».
بدوره، أكد وزير الإعلام السوري، محسن بلال، دعم دمشق للحوار الفلسطيني، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني. وقال، في محاضرة، «سوريا تؤكد دائماً وأبداً دعمها للحوار الفلسطيني للوصول إلى توافق يسهم في مواجهة ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي والحصار الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني».
إلى ذلك، اتهمت حركة «حماس» الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية باعتقال 34 من كوادرها وأنصارها خلال الـساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت الحركة، في بيان، إن «أوسع الحملات كانت في مدينة الخليل، وطالت 23 من عناصر الحركة وأنصارها خلال حملات مداهمة في قرى عسير ونوبا وخاراس وبيت أمر ومخيم العروب».