حيفا ــ فراس خطيبيبدو أن إسرائيل في طور الإعداد لخطة بديلة من حصارها الاقتصادي لقطاع غزة، بعدما اعترف مسؤولون أمنيون إسرائيليون بأن الضغوط الاقتصادية التي تمارسها الدولة العبرية على قطاع غزة، «تتجه نحو فقدان فاعليّتها».
وكتب محلّل الشؤون العسكرية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان، أن «سكان قطاع غزة ليسوا متعلقين بعد بالسولر الإسرائيلي، لأن السولر يمر من أنابيب جوفية من مصر إلى غزة، من تحت محور فيلاديلفي».
وأوضح فيشمان أن ما يجري في القطاع هو بمثابة «مرحلة إضافية من فك ارتباط غزة عن التعلق بإسرائيل»، وخصوصاً أن الفلسطينيين «يجدون اليوم مصادر بديلة في مصر لتزويدهم بالطاقة والبضائع». وقال إن إسرائيل «كانت تنقل يومياً 120 ألف ليتر من السولر إلى القطاع، لكن في الأيام الأخيرة، بثت حكومة حماس رسالة إلى إسرائيل لا تنوي بموجبها الاستمرار باقتناء السولر للمركبات، أو على الأقل، ليس بالكميات التي كانت في الماضي».
وقال فيشمان إنه «نظراً لانعدام الاتصال المباشر بين الحكومة الإسرائيلية وحكومة حماس، فإن الاتصالات بهذا الشأن تجري بواسطة رجل أعمال غزّاوي، ومع شركة دور أنرغيا (دور للطاقة) الإسرائيلية». وأبلغ الأخير نظراءه الإسرائيليين أنه «بعد انخفاض أسعار الوقود في العالم، فإنه يريد إيقاف شراء المازوت من إسرائيل». واستنتج فيشمان أن «حقيقة القرار ناتجة من عدم وجود نقص في الوقود في قطاع غزة بسبب وجود بدائل مصرية»، وخصوصاً أن «ثمن ليتر المازوت في مصر أقل من نصف ثمن الليتر الإسرائيلي».
وسعى الإسرائيليون، من خلال الضغط على قطاع غزة، إلى «تحديد كميّة المازوت التي تدخل القطاع»، الذي عانى من نقص كبير، إذ وصف مسؤولون إسرائيليون الوضع هناك بقولهم إن «غزة تنتقل للسير على العربات والركوب على ظهر الحمير». وقال فيشمان إن «سلطات حماس منذ بداية التهدئة، سيطرت على الأنفاق، وأعلنت إقامة مديرية الأنفاق، وبدأت في بناء الأنابيب ومضخات للوقود». وأشار مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى أنه «يُخَطَّط في المرحلة المقبلة في غزة إلى نقل الغاز بواسطة أنابيب تمر من تحت الأرض من مصر إلى قطاع غزة»، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
واشار فيشمان إلى أن «إسرائيل كانت تنقل يومياً 110 شاحنات من إسرائيل إلى غزة، لحمل البضائع. لكن في الأشهر الأخيرة، نقلت إلى القطاع نحو 80 إلى90 شاحنة يومياً، تحمل المواد الأساسية، والسبب هو انخفاض الطلب». وأشار إلى أن «إسرائيل تفرض منذ أربعة أيام إغلاقاً تاماً على القطاع في أعقاب تعرضها لصواريخ القسام، لكن لا أحد يشكو نقصاً، ولا حتى الأطراف الدولية». واستنتج أن «الضغط الاقتصادي لم يعد رافعة ذات فاعلية كما يعتقدون في إسرائيل»، مبيناً أن «حتى المعابر الإسرائيلية صارت تعمل رمزياً، والمرضى الذين بحاجة إلى علاج طبي، ولا تستطيع منظومة الصحة الفلسطينية تزويدهم بالعلاج، يسافرون إلى مصر، وأن معبر إيرز يخدم 20 حالة إنسانية في اليوم فقط. كذلك فإن معظم المارين من المعبر هم من الدبلوماسيين الأجانب والصحافيين».
وذكرت «يديعوت أحرونوت» في خبر آخر أن «صناعة الأنفاق مزدهرة منذ بداية التهدئة في غزة»، وأن كل شيء يمر إلى القطاع: سجائر، وألعاب، وأجهزة كهربائية، وملابس وأحذية، وبهارات، وقطع غيار للسيارات، وحتى خراف وعجول للحوم».
وفي السياق، أشارت الصحيفة، في أعقاب إطلاق «القسام» من قطاع غزة إلى إسرائيل، إلى أن مسؤولين أمنيين أوضحوا أنه «على الرغم من الأحداث، فإن الجيش الإسرائيلي ملتزم التهدئة، وسيفعل كل شيء من أجل الحفاظ عليها»، موضحين في الوقت نفسه أنهم «لن يسمحوا بضرب الجيش الإسرائيلي، وسيحبطون العبوات الناسفة والأنفاق».