البقاع ــ نقولا أبورجيليما لم تستطع فعله الإجراءات الأمنية المشددة على طرفي الحدود اللبنانية السورية لمنع تهريب مادة المازوت، فرضته أسعار بيع المحروقات محلياً، فقد تقلص تهريب المازوت من سوريا بنسبة 90 في المئة على أثر انخفاض سعر برميل النفط عالمياً إلى ما دون 60 دولاراً، إذ أصبحت كلفة صفيحة المازوت في لبنان أقل من كلفة الصفيحة بعد تهريبها. وقال مهرب كبير من البقاع الأوسط لـ«الأخبار» إن حركة التهريب تراجعت ويظهر ذلك من آلياتها إن عبر تراجع حركة الصهاريج ومن هدوء غبار محركات سيارات الدفع الرباعي، وجفاف قساطل البلاستيك التي تمر في الأودية، أو من ضجيج الحيوانات التعبة من حمولتها.
«إنها استراحة المحارب»... بهذه العبارة يختصر المهرب الكبير حالة تهريب المازوت الراهنة، معدداً الأسباب ابتداءً بانخفاض سعر صفيحة المازوت محليّاً إلى حوالى 20 ألف ليرة، أي ما يوازي ثمن صفيحة المازوت السوري المهرّب (500 ليرة سورية = 16500 ليرة) من دون إضافة كلفة التهريب التي تتراوح بين 5 آلاف ليرة و6 الآف على الصفيحة الواحدة. ويلفت المهرب إلى أن مئات العائلات التي امتهنت التهريب على طرفي الحدود تنتظر إقرار خفض سعر صفيحة المازوت في سوريا إلى 300 ليرة سورية حتى تستعيد نشاطها. وحالة الانتظار تنسحب على سكان المناطق الجبلية اللبنانية الذين يأملون شراء وتخزين المازوت المهرّب لحاجات التدفئة بكلفة أقل، وهذا يترافق مع وعود بدعم الأسعار.
أما الصورة على الحدود فقد انعكست، ففيما كانت محطات المحروقات السورية القريبة من الحدود في جديدة يابوس تعج بالسيارات اللبنانية، تشهد محطات الوقود اللبنانية حالياً حركة لافته لسيارات الأجرة السورية وذلك بسبب فارق السعر. فالصفيحة تباع في سوريا بـ820 ليرة سورية أي 26400 ليرة لبنانية، والسعر في لبنان يبلغ 22800 ليرة للصفيحة، أي بفارق 3600 ليرة لبنانية أو 100 ليرة سورية.