بغداد ــ الأخبارشهد العراق، أمس، يوماً دامياً جديداً مع سقوط نحو 130 عراقياً بين قتيل وجريح في بغداد. دموية رافقتها حماوة سياسية بين حكومة نوري المالكي وإقليم كردستان، فيما كان لافتاً قيام جندي عراقي بقتل اثنين من قوات الاحتلال الأميركي في الموصل، أمس، خلال دورية مشتركة. وبعد أزمة العقود النفطية والسيادة على قضاء خانقين وشرعية البشمركة وطرح رئيس الوزراء تعديل الدستور لزيادة صلاحيات حكومته المركزية، قفزت فكرة تأسيس «مجالس الإسناد» في كركوك والموصل إلى سطح العناوين الخلافية التي تهدد بفرط التحالف السياسي الحاكم بين حزبي الأكراد و«الائتلاف العراقي الموحّد».
وأعرب المكتب الإعلامي للمالكي، أمس، عن أسفه البالغ للبيان المشترك للمكتبين السياسيين للحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تجاه مشروع الحكومة تأسيس مجالس صحوات في المدينتين المختلطتين، كركوك ونينوى.
وقال بيان صدر عن مكتب المالكي إن «حملة التصعيد الإعلامي التي انطوى عليها موقف الحزبين الكرديين بشأن مجالس الإسناد، تمس أمن العراق ووحدته الوطنية واستقراره، وتأتي متزامنة مع حملة التشويه والاتهامات في قضية تعديل الدستور». واعتبر البيان أنّ تأليف مجالس الإسناد مسألة «ضرورية لحفظ الأمن والنظام في المحافظات التي شهدت انفلاتاً أمنياً قبل نجاح القوات المسلحة في تثبيت الأمن والاستقرار».
وأشار مكتب المالكي إلى أن مجالس الإسناد «لاقت ترحيباً كبيراً من جميع الأحزاب، بما فيها الحزبان الكرديان، أثناء عملية التصدي للإرهابيين والخارجين عن القانون»، عازياً انقلاب الموقف الكردي إلى «حسابات ضيّقة»، بما أنّ هذه المجالس «تهدد مساحات نفوذها وطروحاتها» (الأحزاب الكردية).
ورداً على وصف الأحزاب الكردية لشيوخ ووجهاء العشائر بأنهم «مرتزقة وجحوش»، رأى البيان الحكومي أنّه «إذا كان البعض من أبناء العشائر الكردية قد انضموا في السابق إلى أفواج الجحوش، فذلك لا يبرر تعميم هذا الوصف على جميع العشائر الكردية والعربية والتركمانية».
وأعرب البيان عن استغرابه «لأسلوب الترهيب الذي تضمّنه بيان المكتبين السياسيين للحزبين الكرديين في مطالبة حكومة إقليمهما بمنع أي مواطن أو شيخ عشيرة من الانخراط في صفوف هذه المجالس»، واصفاً هذا الموقف بأنه «انتهاك خطير للحريات، وتجاوز على الحقوق الدستورية للمواطنين».
وإلى جانب البيان الكردي الشديد اللهجة إزاء فكرة الحكومة، كان نائب رئيس مجلس النواب عن التحالف الكردستاني، عارف طيفور، قد لوّح بأنّ تأليف مجالس الإسناد في الموصل وكركوك والمناطق الأخرى «المتنازع عليها»، سوف «يشعل فتيل الفتنة الطائفية والإثنية، ويؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار».
في هذا الوقت، قتل جندي عراقي اثنين من جنود الاحتلال الأميركي وجرح ستة آخرين، وذلك عندما فتح النار عليهم خلال دروية مشتركة في حي الزنجيلي وسط الموصل، وهو ما أكّدته وزارة الداخلية العراقية وقيادة قوات الاحتلال.
وكشفت مصادر عراقيّة، أن الجندي العراقي فتح النار على عسكر الاحتلال بعدما نشب شجار تلقّى على إثره صفعة من جندي أميركي.
على صعيد آخر، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل نحو 30 عراقياً وإصابة 100 آخرين بجروح في تفجيرات استهدفت جنوب بغداد وشرقها ووسطها، وذلك عقب اليوم الدامي الذي عاشته العاصمة الاثنين الماضي، حيث قتل وجرح أكثر من 100 عراقي. وبعدما سجّلت الأيام الماضية هدوءاً على ساحة مسيحيي الموصل التي شغلت العالم، قُتلت شقيقتان مسيحيتان، أمس، وُجرحَت والدتهما جرّاء تعرضهن لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين اقتحموا منزلهن في الموصل.