تنتهي اليوم المهلة التي منحتها جماعة «أنصار الله» للقوى اليمنية، من أجل التوصل إلى حلٍّ لأزمة الفراغ الناتجة من استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح. معطيات اليومين الماضيين تشي بأن الأمور متجهة نحو حلٍّ تقرره الجماعة، يُرجَّح أن يكون مجلساً رئاسياً يعلنه الحوثيون غداً، وذلك تنفيذاً لمقررات المؤتمر الوطني الموسع حول اتخاذ «اللجان الثورية» التابعة للجماعة «إجراءات حاسمة» لإنقاذ البلاد من المجهول. وما يزيد من احتمال تولّي «أنصار الله» أمر السلطة في اليمن، في ظلّ تعليق عمل معظم مؤسسات الدولة منذ أسبوعين، هو توقّف المفاوضات بين القوى السياسية، برعاية المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر، مساء أمس، في وقتٍ أشار فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى دورٍ لبلاده ضمن هذه المفاوضات.
وبعد توقف المحادثات بشأن تفاهمٍ يخرج بحلٍّ لمستقبل السلطة وشكلها في البلاد، قال بن عمر، يوم أمس، إن «الوضع خطير للغاية» وإن «اليمن على حافة الانهيار»، ما يؤشر على أن لا حلول في الأفق المنظور.
كيري أشاد
بجهود قطر لحلّ
الأزمة في اليمن
تصريح بن عمر تؤكده مصادر مطلعة على مجريات الجلسات، قالت لـ«الأخبار» إن التعثر يغلب حالياً على أجواء المحادثات، وإنه أصبح واضحاً أن الفشل سيكون مصيرها، في ظلّ تشبث كل طرفٍ بموقفه. وتوقفت الجلسات بناءً على طلب من أحزاب تكتل «اللقاء المشترك» للتشاور، غير أن معطيات أخرى تشير إلى أن طلب «المشترك» جاء بغرض تحدّي مهلة الحوثيين، «في سياق المماطلة وإطالة أمد الأزمة».
وقد انسحب ممثلون عن «اللقاء المشترك» من الجلسات، لتمسّكهم بضرورة الاحتكام إلى الآليات الدستورية، والرجوع إلى البرلمان لبتّ استقالة هادي والحكومة، وهو ما تراه جهات أخرى، مثل «أنصار الله»، إجراءً غير شرعي، لكون صلاحية البرلمان منتهية.
من جهةٍ أخرى، تُبدي أحزاب من «المشترك» الذي يضمّ بين مكوّناته حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان مسلمون)، رغبةً في «امتحان جدية اللجان الثورية»، وانتظار من يمكن أن تتخذه من إجراءات، خصوصاً في ظلّ ثقة التكتل برفض المجتمع الدولي لقرارات محتملة من «اللجان الثورية».
في المقابل، قال مصدر من المكتب السياسي لجماعة «أنصار الله» إن الأطراف الأخرى لا تريد التوصل إلى حلول توافقية، ما يجعل الأمور تسير باتجاه الحسم عبر «اللجنة الثورية» المفوضة، مشيراً إلى أن «المشترك» ليس على رأي واحد، بل إن بعض الأطراف ضمنه تميل إلى رؤية «الحزب الاشتراكي» التي تطلب عودة هادي، فيما يميل البعض الآخر إلى الرأي القائل بالعودة إلى البرلمان والدستور القديم لبتّ استقالة الرئيس والحكومة، وهو ما ترفضه «أنصار الله»، لكون البرلمان والدستور غير شرعيين.
رغم ذلك، لم تيأس القوى السياسية من إمكان حصول انفراجة اليوم، حيث أكدت مصادر أن تعليق المفاوضات يوم أمس ليس إيقافاً نهائياً، ولكنه استراحة للتشاور وللمزيد من دراسة الوضع.
في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال لقائه نظيره القطري خالد العطية، عن «امتنانه لما أبدته قطر والأمير والعطية من استعداد للمساعدة»، مضيفاً أنهم «قدموا مساعدات حول اليمن ولجهودنا في الأيام الأخيرة من أجل التوصل الى اتفاق، مع التعديلات الضرورية بالنظر إلى ما يحصل هناك». ورداً على سؤال عن اليمن خلال منتدى استضافته مجلة «أتلانتك» الأميركية، رفض العطية الدخول في التفاصيل، قائلاً «نقوم بمباحثات مكثفة مع شركائنا حول مبادرة مجلس التعاون الخليجي وكيفية تعزيز التوصل الى حل».
إلى ذلك، سقط عددٌ من الجرحى، مساء أمس، في انفجار استهدف محافظة عمران، شمالي البلاد. وكانت عمران أولى المحافظات التي سيطرت عليها «أنصار الله» في حزيران الماضي.
(الأخبار، الأناضول)