عاد إيهود أولمرت إلى اللقاءات الدورية مع محمود عباس، حاملاً معه هدية «حسن نية»، هي عبارة عن 250 أسيراً من أصل أكثر من 10 آلاف معتقل في سجون الاحتلالأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أمس، أنه سيُفرَج قريباً عن 250 أسيراً فلسطينياً، وذلك خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي حضّ على إبقاء التهدئة في قطاع غزة.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، لوكالة «فرانس برس»، إن «الرئيس عباس طلب من أولمرت الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، وأولمرت أبلغه بقرار الإفراج عن 250 معتقلاً في بداية كانون الأول». وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، رفض كشف هويته، عملية الإفراج هذه، موضحاً أنها ستتم لمناسبة عيد الأضحى الذي يبدأ في السابع أو الثامن من كانون الأول، مشيراً إلى أن أياً من الأسرى لن يكون من «حماس».
وخلال الاجتماع، الذي عُقد في مقر أولمرت في القدس المحتلة، شدد عباس على «التهدئة وضرورة الحفاظ عليها مع ضرورة ضمان الحاجات الإنسانية والغذائية في قطاع غزة»، وفق عريقات.
وكرر أولمرت أن «حماس» «مسؤولة» عن انتهاك التهدئة في غزة، محذراً من أن «إسرائيل ستضطر إلى الرد» إذا تصاعد العنف، بحسب المسؤول الإسرائيلي.
من جهة أخرى، دعا عباس إلى وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن مواصلته «تدمر فرص التوصل إلى السلام». وقال عريقات إن «استمرار إسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية، وإبقاءها على الحواجز ومضيها في سياسة الاعتقالات والاغتيالات تسمم أجواء السلام». وأضاف أن عباس جدد تأكيده أنه «إما الاتفاق على كل شيء وإما لا شيء»، موضحا أنه «لم يُتَوَصّل إلى حل لأي قضية من قضايا الوضع النهائي، وأن الهوة لا تزال قائمة، ونحن نبذل كل جهد ممكن».
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند في رام الله، شدد عباس على «ضرورة المحافظة على التهدئة في قطاع غزة، لأنها تساعد الشعب الفلسطيني في التخفيف من عذاباته». ودعا «جميع الفصائل الفلسطينية إلى إيقاف أي أعمال من شأنها كسر التهدئة، بمعنى إيقاف الصواريخ العبثية التي لا تفيد مصالح الشعب الفلسطيني».
وأعرب عباس عن تقديره لجهود اللجنة الرباعية، مشيراً إلى أنه التقى بأعضائها في شرم الشيخ، وكان حديث عمّا أُنجز وكيفية سير العمل خلال العام المقبل، بعد تشكيل الإدارتين الأميركية الجديدة والإسرائيلية بعد انتهاء الانتخابات.
وأكد عباس أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي «مهتمان بمبادرة السلام العربية»، التي تدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، في مقابل تطبيع العلاقات ما بين الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل، مشدداً على أن «هذه المبادرة بحاجة إلى ميكانيكية تعمل على تفعيلها».
بدوره، قال ميليباند إن «المستوطنات لا تدعم عملية السلام، بل تعمل على إعاقة تحقيق السلام». وأضاف: «نحن ندعم الرئيس عباس، والمبادرة العربية للسلام».
(وفا، أ ف ب، رويترز)