strong>إسرائيل تعلن «انهيار» التهدئة لكنها ترجئ نعيهااتفاق التهدئة لا يزال يترنّح في ظلّ محاولاتٍ من «حماس» لتعزيزه عبر مطالبة باقي فصائل المقاومة بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، التي تبدو من جهتها متمسكة به أيضاً عبر إرجاء نعيه علّ الأوضاع تعود إلى ما كانت عليه

رام الله ــ أحمد شاكر
أعلنت مصادر فلسطينية مطّلعة، لـ«الأخبار»، أمس، أن «حركة حماس أجرت اتصالات مع الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تطلق الصواريخ على إسرائيل، وأبلغتها بضرورة عدم التعجل وعدم إطلاق الصواريخ من دون أن يكون لها داعٍ»، مشيرةً إلى أن الداعي «يعني رداً على الخروق الإسرائيلية فقط وفي يومها، لا الاستمرار في القصف لعدة أيام».
وتوقعت المصادر الفلسطينية أن تستمر إسرائيل في «تنفيذ عمليات عسكرية محدودة في قطاع غزة، لا عملية كبيرة ضد القطاع». وبيّنت في الوقت نفسه أن «مصر أبلغت حماس أن إسرائيل لن تكتفي بهذه العمليات المحدودة إذا استمرت المقاومة في إطلاق الصواريخ، كذلك ستقدم على اغتيالات واسعة في صفوف قادة الفصائل».
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن «ما بقي من التهدئة قد انهار، وقوات الجيش الإسرائيلي تبذل جهدها لإعادة الوضع إلى ما كان عليه من دون دفع ثمن باهظ».
وقال مصدر أمني رفيع المستوى، للصحيفة، إن «التهدئة لم تعد موجودة»، مضيفاً «سنتابع التطورات في غزة. وإذا تطلّب الأمر إعداد الجيش على المستوى الذهني لعملية عسكرية، فسوف نقوم بذلك». وأضاف ان «أسهل الأمور هو إلغاء كل شيء. لكن ماذا بعد ذلك؟ سنقتل مخربين، وربما يتعرض جنودنا لإصابات ثم نطلب التهدئة. وعليه، إذا كان ممكناً الوصول إلى هذا الوضع من دون أن ندفع ثمناً باهظاً فعلينا أن نفعل ذلك». وأشار إلى أن «إسرائيل ستتريّث خلال الأسبوع المقبل لترى إن كانت حماس ستفلح في ضبط بقية الفصائل الفلسطينية».
وفي السياق، أغلقت إسرائيل المعابر الحدودية مع غزة، بعدما فتحتها أمس. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، بيتر ليرنر، إن «المعابر أغلقت نظراً لاستمرار إطلاق الصواريخ على بلدات إسرائيلية».
واستأنفت الأمم المتحدة توزيع المساعدات الإنسانية على سكان غزة بعدما سمحت إسرائيل بمرور شاحنات غذائية أول من أمس. وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كريستوفر جانيس، إن «الإمدادات ستكفي لبضعة أيام. ثم ماذا؟» وأوضح أن «التوزيع يتم على أساس الكميات الضئيلة التي تمكّنّا من نقلها. وهي تكفي لأيام، لا لأسابيع». وأضاف «يجب عدم معاقبة الأطفال بحرمانهم من الحليب. لا علم لي بأطفال يطلقون صواريخ أو بحليب للأطفال يستخدم في شحنات الصواريخ».
ولدى فتح مراكز التوزيع التابعة للأونروا، تهافت عليها مئات الفلسطينيين للحصول على الطحين والسكر والأرز والزيت والحليب المجفف واللحوم المعلبة.
وطالبت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، «بانهاء فوري للحصار الإسرائيلي على غزة». وقالت إنه «يتعارض بصورة مباشرة مع القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان».
أما المديرة التنفيذية لوكالة «أوكسفام» الإنسانية الدولية، التي تتخذ من بريطانيا مقرّاً لها، فقالت إنها «تخشى من تفاقم خطير للموقف الإنساني مرة أخرى إذا لم يُتخذ إجراء ملحّ».
ميدانياً، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن «القوات الإسرائيلية اعتقلت 32 فلسطينياً يشتبه في أنهم مقاتلون، خلال مداهمات لمخابئ الناشطين الفلسطينيين في الضفة الغربية».
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي وحركة التضامن الدولي أن «البحرية الإسرائيلية أوقفت ثلاثة ناشطين أجانب مؤيدين للفلسطينيين، و14 صياداً فلسطينياً على متن ثلاثة زوارق قرب سواحل غزة، لانحراف الزوارق عن منطقة الصيد المرخص لها».

وقال ويلكس إنه «سرت شائعات غير دقيقة عن اتصالات غير رسمية بين بريطانيا وحماس. هذا لم يحدث. الباب مفتوح أمام حماس إذا نبذت العنف وقبلت عملية السلام واحترمت الاتفاقيات المبرمة في الماضي». وأضاف أن «هذه الرسالة موجهة إلى الكثير من التيارات في المنطقة التي تختار العنف والتوتر وما يسمى المقاومة».
وأكد ويلكس أن القضية الفلسطينية «تتمتع بتأييد شعبي واسع في العالم. لكن إطلاق صواريخ على إسرائيل أو شن هجوم انتحاري، يؤدي إلى فقدان الفلسطينيين للصدقية».
(أ ف ب)