القاهرة ــ الأخباريلتقي اليوم في العاصمة الأميركية، واشنطن، الابن الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، سيف الإسلام، مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، غداة الاتصال الهاتفي الذي تلقّاه والده من الرئيس الأميركي جورج بوش، في محاولة للحصول على ضمانات بشأن موقف إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما حيال مستقبل العلاقات مع ليبيا.
زيارة القذافي الابن إلى واشنطن صادفتها صعوبات كثيرة، أبرزها تعذر حصوله ثلاث مرات على التوالي على تأشيرة دخول إلى الأراضي الأميركية. لكن سلسلة الاتفاقيات التي وقّعتها واشنطن وطرابلس سهّلت المسألة تماماً، حسبما قالت مصادر مقرّبة من سيف الإسلام.
في المقابل، تعتقد المعارضة الليبية بأن الزيارة تستهدف الترويج لفكرة توريث السلطة في ليبيا لدى الغرب، علما بأن سيف الإسلام سيجتمع مع ممثلين عن الجالية اليهودية في مدينة نيويورك الأميركية خلال الزيارة التي ستدوم حتى الرابع من الشهر المقبل.
إلى ذلك، كشفت مصادر في الكفرة، جنوب ليبيا، عن وصول لجنة عسكرية رسمية إلى المدينة آتية من بنغازي، للتحقيق في الأحداث الدامية التي شهدتها هذه المدينة أخيراً، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الليبية ومتظاهرين من سكان قبائل التبو. تظاهرات انطلقت احتجاجاً على «تجاهل حقوقهم الأساسية وتردّي أوضاعهم المعيشية».
وقالت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، إن اللجنة العسكرية طلبت من شيوخ قبائل التبو ضرورة تسليم كل الأسلحة التي بحوزتهم، بعدما سمحت لهم بدفن الأشخاص الذين سقطوا في المصادمات. وكشفت النقاب عن أن «عدداً من الأطفال والنساء المعتقلين في سجن الكفرة، يتعرضون للتهديد بالتعذيب والاغتصاب، في حال رفضهم الإرشاد عن أماكن وجود الأسلحة أو تسليمها إلى الجهات المختصة. كذلك تعرّض أيضاً شيوخ قبائل التبو إلى التهديد نفسه ما لم يتعاونوا في تسليم الأسلحة».
وقال رئيس جبهة التبو لإنقاذ ليبيا، عيسى عبد المجيد منصور، في تصريحات خاصة بـ«الأخبار» عبر الهاتف من مقره في العاصمة النروجية أوسلو، إن «السلطات الليبية، وفي عملية مساومة مع قبائل التبو، قدمت لهم وعوداً لبناء 600 وحدة سكنية، والحصول على كامل استحقاقاتهم كمواطنين، في مقابل الخروج في تظاهرة يعبّرون فيها عن رفضهم للجبهة وإصدار بيان يعلنون فيه بأن المشاكل التي وقعت في مدينة الكفرة، هي مشاكل بين قبيلتين ولا علاقة للسلطة بها، والتبرؤ من جبهة التبو».
ورأت جبهة التبو، في بيان، أن «ما يدّعيه النظام بأن ما جرى كان صراعاً قبلياً هو غير صحيح».