القاهرة ـ الأخبارتجدّدت ظاهرة قطع الطرق، احتجاجاً على تصرفات الحكومة المصرية في صحراء سيناء، حيث تجمع عشرات من البدو أول من أمس ومنعوا مرور السيارات في الطريق الدولية المؤدية إلى شرم الشيخ، مطالبين بالإفراج عن أقارب لهم اتّهمتهم أجهزة الأمن في جرائم قتل وتجارة مخدرات وسلاح.
واستمرت الطريق مقطوعة أكثر من نصف ساعة على بعد ٤٥ كيلومتراً من مدينة رأس سدر، من قبائل عديدة أشهرها «العليقات». وأحرق المحتجون إطارات السيارات ومنعوا المرور، إلى أن وصلت قيادات الأمن في المحافظة، حيث اتُّفق على إجراء مفاوضات بشأن المتّهمين الذين ترى عائلاتهم أن التهم الموجهة إليهم ملفّقة من أجهزة الأمن.
ويرى بدو سيناء أن قطع الطريق هو محاولة لوقف «الظلم» الذي يلاقونه على أيدي أجهزة الأمن، التي تتعامل معهم على أنهم «غير مصريين»، على حد تعبير أحد البدو، الذي قال: «كرامتنا مهدورة، وأبسط حقوقنا كآدميين لا يمكن الحصول عليها إلاّ بهذه الطريقة».
المصادر الأمنية أعلنت للصحف في القاهرة أنها تجهز لجلسات تدرس فيها مشاكل البدو، إلا أن قبائل سيناء، وخاصة المستقرة في الجنوب، تشكو التعنت الأمني.
أمّا محافظ شمال سيناء، محمد شوشة، فقد ذكر أمام لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشعب أن هناك «أصابع خفية تشير إلى تورط بعض العناصر من البدو في صفقات مشبوهة مع الجانب الإسرائيلي». وأوضح أن المشكلة تفاقمت مع تأخر وصول مشروع التنمية الذي أعلنته الدولة عام ٢٠٠٤، بينما تُركت المشاكل تتفاقم إلى أن تحركت «الأصابع الخفية» لتدبير صفقات تسهيل تهريب السودانيين والروسيات عبر الحدود، فضلاً عن ترويج الحشيش والبانغو وأنواع عديدة من المخدرات.
وفي مجال آخر، هدّد رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، البدري فرغلي، بقطع الطرق بين القاهرة والمحافظات إذا لم تستجب الحكومة لمطالب ٨ ملايين مصري يستحقون المعاشات.
وعقد الاتحاد أول من أمس مؤتمراً في مدينة السويس لم يلق ترحيباً من أجهزة المحافظة التي مزّقت لافتات المؤتمر وضيّقت الحصار على مقر حزب التجمع الذي استضاف ممثلين عن أصحاب المعاشات في كل أنحاء مصر.
ويتهم الاتحاد الحكومة بنهب ٣٣٥ مليار جنيه من مستحقات المعاشات منذ حكومة عاطف عبيد.
وكانت حوادث قطع الطرق قد تكررت خلال السنوات الأخيرة احتجاجاً على «نسيان» الحكومة لمطالب قطاعات من سكان العاصمة أو خارجها.
ويحذّر المراقبون من هبّات الغضب الصغيرة، ويرونها إشارة إلى ارتفاع مستوى الاحتقان لدرجة تهدد بالفوضى الكبيرة، على غرار ما حدث في حريق القاهرة في عام ١٩٥٢، أو انتفاضة الخبز في عام ١٩٧٧.