تمكن عدد من الطلاب البريطانيين من تبديد الصورة الحمائمية التي حرص الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على إظهارها في بريطانيا، عندما وصفوه بـ«مجرم حرب»
علي حيدر
قاطع طلاب بريطانيون، أمس، خطاب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في جامعة أكسفورد بهتافات تحتج على سياسات إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، واتهموه بارتكاب جرائم حرب، وأطلقوا هتافات تطالب بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي.
وهتف الطلاب الغاضبون في وجه بيريز، الذي كان يلقي محاضرة عن «السلام والعولمة» أمام نحو ألف طالب، بينما كان العشرات منهم يتظاهرون خارج قاعة المحاضرة. ووقف أحد الطلاب وقال: «أنا هنا باسم سكان غزة المليون ونصف المليون الذين يتعرضون للقصف على يد إسرائيل يومياً. أنا هنا باسم 11 ألف أسير فلسطيني. أنا هنا باسم 800 ألف لاجئ هجروا من أرضهم. اخجل من نفسك يا مجرم الحرب».
في المقابل، رأى بيريز، في مقابلة مع التلفزيون البريطاني، أن مبادرة السلام العربية يمكن أن تحقق سلاماً شاملاً مع الدول العربية، ولكنها أيضاً «ناقصة»، وخصوصاً أنها لم تأخذ بالحسبان الحقوق الدينية لليهود. ورأى أن أهمية المبادرة تكمن في رمزيتها إلى التغيير التام في العالم العربي، في مقابل لاءات مؤتمر الخرطوم عام 1967. وشدد على أن المبادرة يمكن أن تحقق «سلاماً شاملاً مع الدول العربية بثمن الاتفاق مع الفلسطينيين»، مضيفاً أن المبادرة بدأت منذ الأن تتحول إلى جدية.
وفي ما يتعلق بسوريا، قال بيريز إن عليها الاختيار بين «السلام أو الحرب» وبين علاقات مع إيران أو الدولة العبرية. وأضاف: «لا يمكنهم الهروب من هذا الخيار. لديهم الانطباع بأنهم يستطيعون القيام بالاثنين». وأوضح قائلاً: «إذا ظنوا أنه في إمكانهم إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل وإقامة علاقات وثيقة مع إيران وحزب الله، سيدركون أن هذا الأمر مستحيل».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن مصادر سعودية رفيعة المستوى نقلت في الأسابيع الأخيرة إلى المستشارين السياسيين للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما رسائل، تفيد بأن السعودية تتوقع بأن يتبنى المبادرة مع تسلمه منصبه في البيت الأبيض.
في المقابل، أكد بيريز أنه تباحث مع أوباما بشأن المبادرة العربية، ووجد لديه «انطباعاً إيجابياً»، ولكنه نفى ما نشرته صحيفة «صاندي تايمز» هذا الأسبوع بأن أوباما قال إن إسرائيل «ستكون مجنونة» إذا لم تقبل المبادرة.
وفي السياق، نفى المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، دنيس روس، أن يكون أوباما قد أعرب، خلال زيارته إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، عن تأييده للمبادرة العربية وأنه يخطط لبناء سياسته على أساسها.