القاهرة ــ الأخباركشفت مصادر مصرية مطّلعة، لـ«الأخبار»، أمس، عن أن رئيس جهاز الاستخبارات، اللواء عمر سليمان، أوفد بعض مساعديه إلى منطقة شبه جزيرة سيناء في محاولة للانضمام إلى الجهود الحكومية الرامية إلى إخماد ثورة بدو سيناء وامتصاص غضبهم من الممارسات التي تعرّضوا لها أخيراً على أيدي قوات الأمن المحلية. وقالت إن رجل الأعمال المصري حسن راتب، المالك لمحطة «المحور» الفضائية، دخل على خط تلك الجهود باعتباره يمتلك علاقات شخصية مع معظم قادة البدو.
والتزمت السلطات المصرية الصمت أمس حيال التهديدات العلنية التي أطلقها بدو سيناء وتوعدوا خلالها «بردّ قويّ» إذا لم تتم محاكمة ضباط الشرطة المصرية المسؤولين عن مقتل ثلاثة منهم الأسبوع الماضي وترك جثثهم بالقرب من مستودع للقمامة.
وتأتي هذه التطورات في وقت اتّهم فيه محافظ شمال سيناء، اللواء محمد شوشة، إسرائيل بالوقوف وراء المصادمات التي وقعت أخيراً بين مجموعات من البدو وقوى الأمن المصرية في سيناء. ورأى أن «هناك أصابع خفية تشير إلى تورّط بعض العناصر من البدو في صفقات مشبوهة مع الجانب الإسرائيلي».
وحمّل شوشة، خلال اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشعب، الحكومة والحزب الحاكم والقيادات الشعبية في المحافظة، مسؤولية الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة وسط سيناء.
وكانت مجموعات من البدو قد احتجزت في حادثة غير مسبوقة ما لا يقلّ عن 70 شرطياً، حاصرتهم في نقاط تفتيش في حوادث متفرقة وصادرت أسلحتهم وذخيرتهم. وجاءت المصادمات بين الشرطة والبدو بعد قتل الشرطة المصرية شخصين من البدو، في أحداث أدت إلى مقتل ثلاثة منهم، وإصابة خمسة من رجال الشرطة على الأقلّ.
وعثر الأهالي على الجثث بمساعدة جنود إسرائيليين كانوا يرشدونهم من الجهة الأخرى للحدود. واعترف ضابط من الشرطة بواقعة ترك الجثث بجوار مستودع القمامة، لكنه لم يفسر أسباب هذا التصرف.
ويقول بشير العرجاني، وهو شقيق أحد القتلى الثلاثة، «غير معقول ما فعلوه بالجثث». ويضيف «إن الشرطة لا تتصرف بهذه الطريقة إلا في سيناء، إنهم يعاملوننا كأننا محتلون أو كأننا اغتصبنا أرضهم».
ويؤكد أهالي القتلى الثلاثة أنهم لم تكن لديهم أيّ مشكلات سابقة مع الشرطة. وكان اثنان منهم يعملان في منتجع دهب السياحي وحصلا على شهادة حسن سير وسلوك من أجهزة الأمن تتيح لهما التحرك بسهولة في سيناء والمرور عبر الحواجز الأمنية، حسبما يقول أقاربهما.
ويحذّر العرجاني من أنه «إذا لم تتمّ محاكمة رجال الشرطة (المسؤولين عن مقتل الرجال الثلاثة) فسيكون هناك ردّ وردّ قويّ». ولكن السلطات الأمنية لا تعتزم من جهتها تفويت الأمر. وقال مصدر أمني، لوكالة «فرانس برس» إن الشرطة، «ستتخذ إجراءات صارمة وستكون هناك اعتقالات».