لا «طوق» في حلب على المدى المنظور. العملية التي كانت كل المؤشرات توحي أن إتمامها بات مسألة وقت توقّفت، قبل أن تلتقط المجموعات المسلّحة في المنطقة أنفاسها وتعاود تسخين الجبهة. المعارك دخلت مجدداً في حالة الكر والفر، وسط مؤشرات توحي بأن استمرارها على هذا الحال لن يكون قصيراً. تسعير جبهات المياسات، والبريج، وحندرات تزامن مع تكثيف استهداف المناطق السكّانية الخاضعة لسيطرة الدولة السورية بقذائف الهاون و«مدافع جهنّم». الهجوم الذي شُنّ على محاور البريج وقرية البريج والمياسات فجر الثلاثاء تشاركت فيه أبرز المجموعات المسلّحة، وحظي بتنسيق عالٍ، وأُحسن استغلال عنصر المباغتة.
وأدى «الجهاديون» دوراً بارزاً عبر «جيش المهاجرين والأنصار» (التابعة لجبهة أنصار الدين) هذه المرّة، فيما سُجل غياب «جبهة النصرة» عنه. كما تشارك «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«الجبهة الشامية» في المعارك المستمرّة، التي أفضت أوّل الأمر إلى سيطرة المجموعات على تلّة المياسات الاستراتيجية (شمال شرق حلب)، قبل أن يستعيدها الجيش السوري وحلفاؤه بعد ساعات من سقوطها. مصدر ميداني سوري أكد لـ«الأخبار» أن «الجيش ردّ بعمليّة مضادة سريعة نجحت في تحقيق هدفها بمنع المسلحين من تثبيت سيطرتهم». المصدر رفض التعليق على الأنباء التي تحدثت عن أسر المسلحين عدداً كبيراً من عناصر الجيش، وأكّد في الوقت نفسه أنّ «الأنباء التي تتحدث عن سقوط مناطق أخرى مبالغ فيها، فالمعارك ما زالت مستمرّة. تحرك الجيش المضاد بدأ في إعادة الأمور إلى نصابها». وتحظى التلّة بأهمية لكونها تُشرف على دوار البريج، وتمنح السيطرة عليها أفضليةً تؤثر في سير المعارك على محاور عدّة، من بينها المدينة الصناعية في الشيخ نجّار. معارك عنيفة دارت أيضاً شمال غرب المدينة، في محيط مزارع الملاح وسط إصرار المسلحين على استعادة المنطقة. مصدر من «جيش المجاهدين» المشارك في الهجوم (تحت لواء «الجبهة الشامية») قال لـ«الأخبار» إنّ «هذه المعركة لم تبدأ لتنتهي بالفشل. لقد تعاهدت الفصائل المشاركة فيها على استمرارها حتى دحر العدو من المنطقة بأكملها، ثمّ تكون معركة ثانية وثالثة تفك الحصار وتقلب الموازين».
إلى ذلك، استهدف المسلّحون مناطق سكنية عدة خاضعة لسيطرة الدولة في حلب بصواريخ محلّية الصنع. وكان نصيب حي حلب الجديدة ستّة صواريخ، ما أدى إلى سقوط عشرة جرحى على الأقل. على صعيد آخر، شهدت مدينة حريتان إعدام ستة أشخاص بتهمة «التخابر مع النظام». وصدر أمر الإعدام عن «دار القضاء في ريف حلب الشمالي»، ونُفّذ على مرأى من السكان،.