توصية أمنيّة بدعم «المعسكر المعتدل في لبنان قبيل الانتخابات النيابية»علي حيدر
نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، خلاصة وثيقة «تقويم وضع» قدّمتها المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتضمنت توقعاتها وتوصياتها بخصوص السياسة الواجب اعتمادها في عام 2009، على أن يتم دمجها مع تقرير وزارة الخارجية ضمن إطار التقويم السنوي، الذي ستعرضه هيئة الأمن القومي على الحكومة بعد نحو شهر.
وتميزت الوثيقة بالإقرار بتعاظم الأخطار والتهديدات المحدقة بإسرائيل وتحديد توصيات واضحة ومباشرة في المجالات السياسية والأمنية. وأوصت بضرورة «دعم المعسكر المعتدل في لبنان قبيل الانتخابات النيابية التي ستجري خلال الأشهر المقبلة»، على ألّا يكون هذا الأمر على حساب المصالح الإسرائيلية. وتوقعت أن تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل دعم «القوى المعتدلة» في لبنان عبر «قبولها بحلول وسط في مزارع شبعا وقرية الغجر».
وأوصت الوثيقة بالعمل على تعزيز الردع حيال حزب الله والعمل بطريقة «غير صاخبة» ضد تهريب الوسائل القتالية وتعاظم قدرات الحزب. وبموازاة ذلك، الامتناع عن خوض حرب استنزاف مع كل من حزب الله و«حماس». وأكدت ضرورة تجنّب الذهاب نحو التصعيد ومحاولة تجربة خيار «الاحتواء» في مواجهة «محاولات استفزاز يقوم بها حزب الله أو حماس». وفي حال استمرار التصعيد، رأت الوثيقة أن على إسرائيل الدخول «في مواجهة واسعة لضرب الخصم بشدة وإنهاء المواجهة خلال وقت قصير، ومع نتائج واضحة قدر الإمكان».
وبهدف إضعاف حزب الله وتفكيك تحالفه مع إيران و«حماس»، أوصت الوثيقة بوجوب «المضيّ قدماً نحو اتفاق مع سوريا، حتى وإن اقتضى ذلك أن تدفع إسرائيل ثمناً باهظاً»، في إشارة إلى الانسحاب من الجولان المحتل منذ عام 1967. وطالبت الوثيقة باستغلال تسلّم إدارة جديدة في البيت الأبيض من أجل تجنيدها لدعم المسار التسووي مع سوريا.
ودعت الوثيقة، ضمناً، إلى استغلال الواقع المذهبي القائم في المنطقة بين السنة والشيعة وأوصت بتعزيز العلاقة مع «المعسكر المعتدل في العالم العربي السني». وشددت على «فحص السبل لتوسيع الحوار مع السعودية حول مصالح مشتركة مختلفة».
وعلى الخط المقابل، حثت الوثيقة إسرائيل على العمل لمنع تبلور أخطار ناتجة عن تطوير السعودية قدرة نووية أو شراء صواريخ أرض ـــ أرض وردم الفجوة النوعية مع الجيش الإسرائيلي.
وتناولت الوثيقة الوضع في الأردن الذي «يشعر بأنه مهجور في التصدي الإقليمي ويواصل اعتبار إسرائيل والغرب كسند استراتيجي له». وشددت على «تعزيز العلاقات مع الأردن وتعميق التعاون وتوسيع العلاقات الاقتصادية معه» انطلاقاً من أن استقرار هذا البلد «حيوي لأمن إسرائيل».
وحذرت الأجهزة الأمنية إسرائيل من أنها ستجد نفسها، في عام 2009، «وحيدة تقريباً» في مواجهة إيران تمتلك قنبلة نووية، في ظل انهيار السلطة الفلسطينية وشطب خيار الدولتين عن جدول الأعمال وتقارب بين الولايات المتحدة وإيران والدول العربية، بشكل قد يقوّض التفوق السياسي والعسكري لإسرائيل في المنطقة.
وفي هذا السياق، أوصت الوثيقة إسرائيل بضرورة «الاستعداد سراً لشن هجوم على إيران»، لأنها لا تتمتع إلا «بنافذة وقت محدودة» قبل أن ينجح «المعسكر المتطرف برئاسة إيران في الحصول على سلاح نووي وتحقيق هيمنة إقليمية».
ووصفت التهديد الإيراني بأنه «وجودي»، والصواريخ والقاذفات الصاروخية البعيدة المدى القادرة على ضرب الجبهة الداخلية لاسرائيل بأنها «التهديد الاستراتيجي». وخلصت الوثيقة إلى أن أحد الاستنتاجات المقلقة لإسرائيل هو أنها «تقف اليوم وحدها تقريباً حيال هذه التهديدات». وعليه، ينبغي على إسرائيل العمل من أجل «ترسيخ خيار عسكري حيال إيران في حال بقائها وحدها في المعركة، والاستعداد للحاجة للتصدي لها في المستقبل».
وتوقعت الوثيقة إجراء حوار بين إيران والولايات المتحدة قد يؤدي إلى ترتيب أو اتفاق ما بين الدولتين. وأوصت، لمواجهة هذا الاحتمال، بالعمل مع الولايات المتحدة «لمنع حصول ترتيب إشكالي بالنسبة لإسرائيل».
كما توقعت الوثيقة نشوب خلافات مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، بعد تسلم باراك أوباما رئاسة الجمهورية، انطلاقاً من أن «الولايات المتحدة معنية بإقامة منظومة إقليمية ودولية ضد إيران»، ونتيجة لذلك يتوقع أن «تدفع إسرائيل ثمن ذلك».
ولفتت في الوثيقة توصية الأجهزة الأمنية «بمنع إجراء الانتخابات في السلطة الفلسطينية حتى لو كان ذلك بثمن نشوب مواجهة مع الولايات المتحدة ومع الأسرة الدولية» للحؤول دون انتصار «حماس» فيها. وحذرت أيضاً من إمكان «اختفاء» رئيس السلطة محمود عباس، أبو مازن، عن الخريطة السياسية، في أعقاب انتهاء ولايته القانونية في التاسع من كانون الثاني المقبل، الأمر الذي سوف يؤدي، بحسب توقع الأجهزة الأمنية، إلى تسارع انهيار السلطة الفلسطينية وازدياد مخاطر شطب حل الدولتين عن جدول الأعمال.
وأوصت الوثيقة بوجوب مواصلة الضغط على «حماس» لعزلها وإضعافها، وعلى خط مواز تعزيز البدائل عنها مع الاستعداد لمواجهة الأخطار الكامنة في ذلك. وتوقعت انهيار التهدئة ودعت إلى ضرورة أن تعمل إسرائيل على «إسقاط حكم حماس». ولفتت الوثيقة إلى ضرورة الانتباه إلى أن تكون نتائج العمل، التي أعدّها في الفترة الأخيرة جنرالات أميركيون ينسّقون بين إسرائيل والفلسطينيين في المواضيع الأمنية، تتلاءم مع المصالح الإسرائيلية.


باراك يلمح إلى خيار عسكري لتحرير شاليطوعبر باراك، في مؤتمر «إسرائيل للشبان»، عن إصراره على تحرير شاليط حتى لو كان الأمر يتعلق «بقرارات قاسية تتضمن عمليات معقدة». وأكد أن «أفضل الناس في دولة إسرائيل، الجيش والأجهزة الأمنية، والاستخبارات يعملون جميعهم على هذه المشكلة». وتطرق باراك إلى التحديات الماثلة أمام إسرائيل «إيران وسوريا وحزب الله وحماس والتسونامي الاقتصادي». وقال إنه إلى جانب كل هذه التحديات «توجد أيضاً فرص: اتفاق سياسي مع الفلسطينيين، وجس نبض مع السوريين ومسارات نحو اتفاق سلام إقليمي شامل يشكل أيضاً موطئ قدم اقتصادي».
وعاد باراك وكرر مقولته إن «إسرائيل هي الدولة الأقوى ضمن شعاع 1500 كيلومتر من حول القدس».