شكّلت مطالبة وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم الطارئ في القاهرة، أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاستمرار في مهماته حتى إتمام المصالحة الوطنية، مادة للسجال بين حركتي «حماس» و«فتح»، وسط استنكار الأولى وترحيب الثانية، في وقت لمّحت فيه إسرائيل إلى رغبتها في تجديد التهدئة بعد انتهائها.وقال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن «الشرعيات الفلسطينية لا تمنح من أيّ جهة، بل تأتي عبر صناديق الاقتراع ومن الشعب الفلسطيني وبالخيار الديموقراطي، وطبقاً للقانون والدستور». وأضاف أن «تمديد فترة ولاية عباس هو أحد الملفات المطروحة في الحوار». ورغم قرار وزراء الخارجية العرب إرسال مساعدات غذائية وطبية فورية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، رأى برهوم أن «قرارات العرب لم تحقق أدنى طموحات شعبنا في فك الحصار وتوفير مستلزمات الحوار»، من دون أن ينفي أن «إرسال مساعدات هو بداية تحرك رسمي عربي، إلا أنها لن تنهي الأزمة». وأكد أن «حماس ستتعاطى بكل إيجابية مع أي جهد عربي لتوفير كل مستلزمات ومقتضيات إنجاح الحوار».
في المقابل، رحبت القيادة الفلسطينية بقرارات وزراء الخارجية العرب، ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، «حماس إلى اغتنام هذه الفرصة لتخرج من العزلة». ورأى أن «هذه القرارات جاءت متطابقة تماماً مع الجهود المصرية لبدء الحوار، ومع مبادرة أبو مازن ليقوم الحوار الفلسطيني الداخلي لإعادة الوحدة الفلسطينية». وقال إن «موافقة حماس على مقررات وزراء الخارجية العرب أساس بدء الحوار من دون شروط».
وعن التهدئة التي يخرقها استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الشعبة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، أبلغ رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان خلال زيارته الروتينية للقاهرة، أول من أمس، أن «تل أبيب مستعدة لتجديد التهدئة حتى بعد موعد انتهائها في التاسع عشر من الشهر المقبل»، موضحاً أن «جولة المواجهات الأخيرة قد انتهت بالنسبة إلى إسرائيل».
وأشار موقع «يديعوت» إلى أنه اتضح خلال زيارة جلعاد أن «الاتصالات بين مصر وحماس مقطوعة، ويرفض ممثلو الأخيرة القدوم إلى القاهرة من أجل بحث حكومة الوحدة مع حركة فتح».
وكالعادة، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قراره «بعدم السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة (التي كانت مقررة أمس)، بعد إطلاق صاروخ على إسرائيل».
وفي السياق، أعلنت صحيفة «البعث» السورية أن الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا في اتصال هاتفي على العمل من أجل «إرسال مساعدات عاجلة إلى الشعب الفلسطيني في غزة».
وفي ما يتعلق بسفينة كسر الحصار الليبية، نقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله إن «سلاح البحرية يستعد لإمكان منع السفينة من الوصول إلى شواطئ غزة، فليبيا لا تحب إسرائيل، ولذلك فالموقف من السفينة سيكون مغايراً». وتابع «من يضمن لنا ألا تكون فيها وسائل قتالية أو عناصر لا نرغب في أن نراها في غزة؟». وأضاف أن «كل من يوجد على السفينة الليبية يجب أن يعرف بأن هذا هو خرق للقانون الدولي».
إلى ذلك، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن «مصر ستفتح معبر رفح الواقع على الحدود مع قطاع غزة بصورة مؤقتة، للسماح بمرور حجاج فلسطينيين في طريقهم إلى مكة المكرمة».
(أ ب، رويترز، أ ف ب، الأخبار)