يبدو أن الحرص الأميركي على التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل نهاية العام استُبدل، في ضوء القناعة بتعذر الأمر، بحرصٍ على إظهار نجاحٍ شكلي يتلخص في لقاء دولي يستعرض ما آلت إليه المفاوضات بعد عام من إطلاقها
محمد بدير
ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن لقاءً دولياً سيعقد الشهر المقبل في مصر من أجل تلخيص ما توصّلت إليه المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد مرور عام على انعقاد مؤتمر أنابوليس. وأضافت إن اللقاء سيضمّ أعضاء الرباعيّة الدولية ــــ روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ـــــ إضافةً إلى مصر والأردن وفرنسا ورئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، الذي عُيّن مبعوثاً للرباعية في المنطقة.
وأكد مسؤول إسرائيلي لوكالة «فرانس برس» نبأ اللقاء، قائلاً إن «الإسرائيليين والفلسطينيين سيستعرضون خلال اللقاء، الذي لم يحدد موعده ولا مكان انعقاده بشكل نهائي، ملخّصاً عن نقاط الاتفاق والخلاف» التي ظهرت منذ استئناف المفاوضات في تشرين الثاني 2007 إثر مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة.
إلا أن «هآرتس» أشارت إلى أن اللقاء سيُعقد في شرم الشيخ، مرجّحة أن يحصل في الذكرى السنوية الأولى لمؤتمر أنابوليس في السابع والعشرين من تشرين الثاني. وأضافت نقلاً عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن «مسؤولين رفيعي المستوى من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لم يتحدّد مستواهم بعد، سيطلعون أعضاء الرباعية والجهات الأخرى التي ستحضر اللقاء على نقاط الاتفاق والخلاف في المفاوضات الجارية بينهما».
وكان ممثلون عن اللجنة الرباعية قد حثّوا الجانبين خلال اجتماع في نيويورك على بذل «كل الجهود اللازمة» للتوصل الى اتفاق عام 2008، وقرروا تحديد موعد لمؤتمر سلام إضافي يُعقد في العاصمة الروسية في ربيع العام المقبل ويتيح مواكبة إضافية للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
وأشارت «هآرتس» إلى أن عقد اللقاء الدولي الشهر المقبل جاء حلاً وسطاً بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية. فالموقف الأميركي، ممثلاً بوزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، حاول إقناع الجانبين بصياغة وثيقة تكون بمثابة «جردة حساب» وتفصّل ما توصلت إليه المفاوضات بما في ذلك مواقف كل منهما في قضايا الحل الدائم. في مقابل ذلك، عارضت إسرائيل الاقتراح بشدة، معتبرة أن المضي فيه سيدفع الأطراف إلى التشدد في المواقف بهدف إظهار عدم التنازل، وأيّدها في ذلك الجانب الفلسطيني.
وكبديل عن صياغة «الجردة» جرى الاتفاق على إطلاع الرباعية الدولية بشكل «عميق ومفصل ودقيق» على ما خلصت إليه المفاوضات، وذلك على قاعدة أن الإطلاع «أقل إلزاماً ويسمح للأطراف بعرض الأمور بحرية أكبر».
وبحسب المصدر السياسي الذي نقلت عنه «هآرتس» فإن إسرائيل والسلطة ستبلوران معاً مضمون الإيجاز الذي سيعرض «ومن شبه المؤكد أنه سيُعنى أكثر بمسار العملية التفاوضية وبقدر أقل بالتفاصيل الصغيرة لكل قضية وقضية».
وأشارت «هآرتس» إلى إشكالية التمثيل الإسرائيلي في اللقاء، ربطاً بنتائج المشاورات الائتلافية التي تجريها رئيسة الوزراء المكلفة، تسيبي ليفني. ففي حال نجاحها سيكون مطلوباً رفع مستوى تمثيل المشاركين ليتناسب مع مستوى ليفني بوصفها رئيسة للحكومة، وفي حال الفشل، سيكون على إسرائيل حل المشكلة التي ستنشأ عن ذلك.