حيفا ــ الأخبارخصّصت اللجنة الداخلية التابعة للكنيست الإسرائيلي جلسة، أمس، لبحث محاولة الاغتيال التي تعرّض لها الأكاديمي اليساري الإسرائيلي زئيف شتيرنهل قبل أكثر من أسبوع، وسط إنذارات تحذّر من تنامي ظاهرة عنف المستوطنيين اليهود، التي عاناها الفلسطينيون على مدار عقود.
وقال شتيرنهل، الذي حضر الجلسة، إنَّ «الإجرام هو إجرام ويجب معالجة المجرمين كما تجري معالجة المجرمين في كل مكان. يجب القبض عليهم، ومحاكمتهم». ولمّح إلى تساهل الحكومات الإسرائيلية مع اليمينيين المتطرفين بقوله: «أنا أعرف أن القبض على هؤلاء الناس (المستوطنين اليمينيين) أصعب من القبض على العرب ومجرمي العالم السفلي»، مضيفاً إنه «من ناحية نفسية، من الصعب محاكمة الشاب الممتاز، الذي لم يقم سوى بقطع أشجار الزيتون أو كسر لوح زجاجي».
وتابع شتيرنهل إنّ الحكومة الإسرائيلية «لا توفر الدعم المطلوب لقوات الأمن»، مضيفاً إنه لا يلوم الشرطة ولا الأجهزة الأمنية، وإن «قوات الأمن لا تستطيع العمل إذا لم تكن من ورائها إرادة سياسية وتصميم من جانب الحكومة ومن يقف على رأسها».
وفي السياق، أكد قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي شمني، تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية واتساع صفوفهم.
وأضاف شمني إنه «في الماضي كان يضطلع عشرات (المستوطنين) بالعنف، أما اليوم، فإن الحديث يدور عن مئات الأشخاص، وهذا تغيير ذو دلالة كبيرة»، متابعاً إنّ اتساع صفوف المستوطنين المتطرفين الذين يمارسون العنف جاء بتشجيع من قادة المستوطنين السياسيين والدينيين.
وقال شمني إن «هذه المئات تنفذ نشاطات تآمرية ضد الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية». ورغم ذلك أضاف شمني إن «الغالبية العظمى من الناس (أي المستوطنين) طبيعيون ونحن نتحدث عن نواة مؤلفة من بضع مئات من النشطين من أصل قرابة 300 ألف يعيشون خلف الخط الأخضر». وأضاف إن «النشاط المتطرف يمسّ قدرة الجيش الإسرائيلي في تنفيذ مهمّاته».
وكان المحلل السياسي لصحيفة «هآرتس» ألوف بن قد كتب مقالاً أمس، تحت عنوان دولة في حالة فصام، جاء فيه: «عندما كان العنف من وراء الجدار (في المناطق المحتلة)، فإنه خلق صفراً من الاهتمام. وعندها، جاء الهجوم على البروفيسور شتيرنهل، وذكَّر بأنَّ الصراع الايديولوجي لا يعترف بالحدود ولا الجدران».
وتابع بن إن «استنكار أولمرت والوزراء قد اشتد (في أعقاب الحدث)، لكن الحكومة الإسرائيلية لا تزال متراجعة، وتنتظر الهدوء كي يعود، أو أن تكون هناك كارثة تجبرها على العمل».