واصلت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعزيز قدراتها الدفاعية ضد إيران، فيما كان لافتاً إعراب محافل أمنية فيها عن قلقها من الردار الأميركي الذي تجري الاستعدادات لنصبه في النقب
يحيى دبوق
ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن جيش الاحتلال سينصب هوائيّي رادار عملاقين في صحراء النقب في إطار الوسائل الدفاعية في مواجهة إيران. وأوضحت أن ارتفاع الهوائيَّين، وهما «الأعلى في الشرق الأوسط»، سيبلغ 400 متر وسينصبان في منطقة المفاعل النووي القريب من مدينة ديمونا المحظورة على الطيران.
وعن الأغراض الحقيقية التي تقف وراء نصبهما، أشارت الصحيفة إلى أنه «يحظر توضيح أغراض نصب هذين الهوائيّين. الشيء الوحيد الذي يمكن الكشف عنه هو أنهما سيخدمان الجيش الإسرائيلي».
من جهة أخرى، أشارت «معاريف» إلى أن «الأعمال التي تقوم بها الولايات المتحدة لبناء محطة رادار مضاد للصواريخ في النقب الغربي ماضية قدماً»، لكنها أضافت إنه يتبيّن أن هناك مسؤولين في المؤسسة الأمنية غير راضين عن الوجود العسكري الأميركي على «الأراضي الإسرائيلية».
وفي هذا السياق، وجّه ضباط في الجيش الإسرائيلي انتقاداً إلى مسألة نصب الرادار، الذي سيُشغل على يد جنود الجيش الأميركي. وقال هؤلاء الضباط لمجلة «التايم» الأميركية، إنه على الرغم من قدرة الرادار الفائقة على تشخيص أي طائرة أو صاروخ من مسافة 2400 كيلومتر، إلا أن ثمة ثمناً لهذا التحسن الأمني يتمثّل في انكشاف أسرار عسكرية إسرائيلية أمام الأميركيين. ووصف أحد الضباط الإسرائيليين الرادار الأميركي بأنه «مثل وضع أصفاد ذهبية في يد إسرائيل».
وبحسب «معاريف» فإن نصب الرادار الأميركي، الذي سيُشغّل بواسطة 120 تقنياً وحارساً أميركياً، سيمثّل سابقة بحيث إنها المرة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل التي تنتشر فيها عمليّاً قوة عسكرية أجنبية على «أرضها».
وينبع القلق الإسرائيلي أيضاً، بحسب ما نقلت «معاريف» عن ضابط إسرائيلي، من كون الرادار الأميركي «سيتيح للولايات المتحدة الإشراف عن قرب على كل ما يتحرك في سماء إسرائيل وتشخيص حتى تحليق النحلة». وأضاف الضابط «إننا نقف الآن عراة أمام الأميركيين».
وأشارت «معاريف» إلى أن الانتقاد السائد في الجيش الإسرائيلي يمس أيضاً بشكل مباشر وزير الدفاع، ايهود باراك، الذي اتخذ القرار من دون التشاور مع أي محفل غير رئيس الأركان غابي أشكنازي.