Strong>الحركة الإسلامية تشدّد على المصالحة وتدعو إلى حلّ السلطة «إذا فشل الحوار»بالتزامن مع اقتراب موعد زيارة وفد «حماس» إلى القاهرة للتباحث مع المسؤولين المصريين في سبل إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطينية، لا يبدو أن ملامح المصالحة منعكسة على أرض الواقع، مع تسريبات إسرائيلية عن إعداد «فتحاوي» لحملة على أنصار «حماس» في الضفة الغربية، وهو ما ترافق مع استمرار الحرب الإعلامية بين الجانبين

غزة ــ قيس صفدي
ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس، أن استعدادات «فتحاوية» تجري لشن حملة واسعة على حركة «حماس» في الضفة الغربية خلال الأسابيع القليلة المقبلة قبل وصول ولاية الرئيس محمود عباس إلى نهايتها مطلع كانون الثاني المقبل، في وقت تزداد فيه إشارات فشل حوار القاهرة مع تقليل الحركة الإسلامية من أهمية موافقة غريمتها «فتح» على تأليف حكومة وحدة وطنية.
وقال ضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال لصحيفة «جيروزالم بوست» إن القيادة المركزية لجيش الاحتلال تستعد لاحتمال أن تحاول حركة «حماس» استغلال عدم الاستقرار السياسي في رام الله عقب انتهاء ولاية عباس للاستيلاء على مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية.
وكشف الضابط عن أنه توجد إثباتات تؤكد أن قوات «فتح» تخطط لشن حملة واسعة في الضفة الغربية على بنية حركة «حماس» و«الخلايا الإرهابية» بهدف إضعاف الحركة الإسلامية عشية الاشتباكات المتوقعة في كانون الثاني المقبل.
وقال الضابط الإسرائيلي، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن «هناك إشارات إلى أن فتح تستعد لشيء ما»، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي عليه أن يقرر ما الذي سيفعله في ظل مثل هذه الظروف إن حدثت: التدخّل أو البقاء على الحياد». وأضاف: «لا شك في أننا إلى جانب تولي «فتح» مسؤولية الأمن والنظام في الضفة الغربية، وهذا بالطبع يتطلب ملاحقة حماس». وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ بمساعدة عباس عشية العنف المتوقع، حيث وافق الجيش قبل أسبوعين على السماح لفرقة من 150 جندياً من السلطة الفلسطينية بالانتشار في الخليل، أحد معاقل حركة حماس. وأشارت الصحيفة إلى أن الفرقة غادرت إلى الأردن منذ فترة قريبة حيث تلقت تدريبات على يد ضباط أميركيين، ومن المقرر أن تعود إلى الضفة الغربية في كانون الأول المقبل.
في هذا الوقت، قالت حركة «حماس» إنها ستسعى خلال لقائها بالمصريين في 8 من الشهر الجاري إلى التوصل لمصالحة وطنية، لا لاستكشاف مواقف الفصائل الأخرى التي سبقتها في لقاءات ثنائية مع المصريين. وقال القيادي في «حماس» محمود الزهار إن وفد «حماس» سيستمع في القاهرة إلى ما سيعرض عليه، وسيقدم اقتراحات عملية يمكن أن تحقق الأهداف باتجاه الحوار الفلسطيني.
وفي خصوص شكل الحكومة المقبلة في حال التوافق عليها، قال الزهار إن «أهم شيء في هذه الحكومة الاتفاق على صلاحياتها وتأليف الأجهزة الأمنية فيها»، لافتاً إلى أن الحوار الوطني لم ينجح في السابق بسبب تدخلات أجنبية كان هدفها تسويق أجندة لا تخدم القضية الفلسطينية.
بدوره، قلل المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، من أهمية تصريحات القيادي «الفتحاوي»، نبيل شعث، عن موافقة «فتح» على مشاركة «حماس» في حكومة وحدة وطنية تحظى بتوافق فلسطيني وعربي، مشيراً إلى وجود تضارب في تصريحات قيادات «فتح» إزاء موقفها من قضايا الحوار.
في هذه الأثناء، رأى رئيس حكومة رام الله سلام فياض أن «المدخل الواقعي والضروري لاستعادة وحدة الوطن ووضع حد للانفصال، هو الاتفاق على تأليف حكومة توافق وطني انتقالية، من شخصيات وطنية مستقلة وكفوءة، لإدارة شؤون البلاد تمهيداً لإجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية، والاستعانة كذلك بالأشقاء العرب لمساعدتنا في إعادة بناء القدرات الأمنية على أسس مهنية».
إلى ذلك، دعا المستشار السياسي في وزارة الخارجية التابعة لحكومة «حماس» في غزة، أحمد يوسف، إلى دراسة جدية لخيار حل السلطة إذا فشل الحوار الوطني المرتقب برعاية مصرية.

كذلك التقى مشعل في مكة، رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، الذي طالبه، بحسب المصدر، بالإسراع في إرسال وفد من «حماس» إلى القاهرة. وأبدى مشعل خشيته من أن يكون هدف الحوار الفلسطيني إعطاء شرعية لتمديد ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
(أ ف ب)