أعرب وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، عن اعتقاده بأن إسرائيل ستعمل على ضرب إيران قبل امتلاك الأخيرة قنبلة نووية، مسجّلاً في الوقت نفسه اعتراضه على الحل العسكري في مواجهة الملف النووي الإيراني، وداعياً إلى معالجته بالحوار والعقوبات
محمد بدير
سعى وزير الخارجية الفرنسي، أمس، إلى احتواء هفوة جديدة أوردها لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عندما قال لمراسليها «العالم يعلم أن إسرائيل لن تسلّم بقدرة نووية إيرانية. ستأكلونها قبل ذلك، وهنا يكمن الخطر. إسرائيل قالت إنها لن تنتظر حتى تجهز القنبلة، والإيرانيون يعلمون ذلك. الجميع يعلم».
وأصدر كوشنير بياناً أعرب فيه عن أسفه «لخطأ لفظي» وقعت فيه «هآرتس»، لافتاً إلى أنه استخدم كلمة «ستضربونها» لا «ستأكلونها». ورغم تشديده على أن «امتلاك إيران لقنبلة نووية أمر مرفوض تماماً»، قال الوزير الفرنسي لـ«هآرتس» إن الخيار العسكري «ليس الحل». ودعا إلى مقاربة مع إيران تشمل «عقوبات يرافقها حوار».
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن استخبارات بلاده تقدّر أن «إيران ستحصل على القدرة النووية خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، لكنّهم سيكونون قادرين على إنتاج قنبلة واحدة». واستبعد أن يكون رد الفعل الدولي على عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران مشابه لما حصل في أعقاب الاعتداء الذي نفذته تل أبيب ضد ما زعمت أنه منشأة نووية في دير الزور بسوريا، معتبراً أن إيران دولة كبيرة ولديها دور أساسي في المنطقة «وعلينا أن نتحاور معها».
وخلال كلمة ألقاها في مؤتمر نظّمته وزارة الخارجية الإسرائيلية، قال الوزير الفرنسي إن «التهديد النووي الإيراني أخطر من أن نتجاوزه، فالإيرانيون يهددون كل المنظومة الأمنية الجماعية، والدليل على ذلك الصواريخ البعيدة المدى التي تعرّض أوروبا للخطر أيضاً».
وفي ما خصّ مفاوضات السلام، أعرب كوشنير لـ«هآرتس» عن اعتقاده بضرورة قيام دولة فلسطينية، معتبراً أن «الصراع الفلسطيني هو جذر الذرائع في المنطقة، وإذا شعر الفلسطينيون بأن وضعهم تحسّن وأن هناك تطوراً، فإن الأمر سيكون ركيزة في تهدئة التهديد الأساسي، إيران».
وتهرّب كوشنير من الإجابة عن سؤال عن رأيه في التباين بين رأي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وقال «قد يكون كلاهما محقاً، أولمرت وأبو مازن تحاورا بروح إيجابية، وهذا كان أمل كبير لعملية السلام. لكن أولمرت يغادر الآن، والضحية الرئيسية هو أبو مازن الذي سيكون عليه البدء مجدداً من دون أولمرت».
وقال كوشنير إنه يعلم «أن هناك تقدماً أحرز حتى في مسألة المستوطنات، لكن «هذه ليست المشكلة الرئيسية. المشاكل الرئيسية هي القدس واللاجئون، وأولمرت وليفني لم يدركا ذلك». ورأى أن ليفني الرافضة لدخول لاجئ واحد إلى إسرائيل ستتغير، «فهكذا كان الأمر دائماً مع الأشخاص الذين يتحملون مسؤولية سياسية. فمن أجل الحصول على إجماع يقومون بعرض مواقف صلبة». وتابع «عندما تصبح ليفني رئيسة وزراء، ستوافق على دخول اللاجئين إلى إسرائيل في حالات محددة»، مستدركاً بالقول «لكن سيكون على معظم اللاجئين الذهاب نحو الدولة الفلسطينية».
والتقى كوشنير، خلال زيارته السادسة إلى إسرائيل بصفته وزيراً للخارجية، كلّاً من رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الدفاع إيهود باراك. وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الاجتماعات تركّزت على بحث الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها.