القلق الإسرائيلي من إيران وسوريا وعلاقتهما مع روسيا، سينقله اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إلى موسكو
علي حيدر
شدّد رئيس الحكومة الانتقالية الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أمس، على أن زيارته المقررة إلى موسكو اليوم، ولقاءه المرتقب بالرئيس الروسي دميتري مدفيدف، سيتمحور حول المشروع النووي الإيراني وتزويد سوريا وإيران بصواريخ متطورة.
وأوضح أولمرت، خلال جلسة الحكومة، «سنهتم بالمواضيع التي تثير لدينا اهتماماً خاصاً، سواء المتعلقة بتزويد جهات غير مسؤولة في منطقتنا بالسلاح أو بمعالجة المشكلة الإيرانية، التي لروسيا وزن خاص فيها». وأشار إلى أنه أطلع رئيسة «كديما»، تسيبي ليفني، على رحلته المقبلة إلى موسكو وأنها تجري بمعرفتها وموافقتها، كما أطلع وزير الدفاع ايهود باراك على ذلك.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن زيارة أولمرت لروسيا اليوم ستتركز على محاولات إقناع روسيا بالامتناع عن تزويد إيران وسوريا بصاروخ «س-300» المضاد للطائرات المتطور، وأن القلق في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يتصاعد في ضوء إمكان حصول إيران وسوريا على هذه المنظومة الصاروخية المتطورة القادرة على شل سلاح الجو الإسرائيلي.
وتأتي زيارة أولمرت، التي تستمر يومين ويلتقي خلالها وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين، قبل أقل من سنة على زيارته الأخيرة التي جرى خلالها بحث القضايا نفسها. وتهدف الزيارة أيضاً إلى حثّ روسيا على الحفاظ على التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط ومحاربة المشروع النووي الإيراني في ضوء موافقة الولايات المتحدة على تزويد إسرائيل بـ25 طائرة «أف 35»، ونشر رادار متطور يعمل عن طريق القمر الصناعي في النقب، وموافقة الولايات المتحدة على تزويد إسرائيل بـ 1000 قنبلة ذكية.
ولفتت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن أولمرت سيوجه رسالة إلى الروس، مفادها أن إسرائيل تعارض بشدة بيع الأسلحة للسوريين التي تشمل منظومة دفاع جوي، وصواريخ أرض أرض والصواريخ المضادة للدبابات.
وسيقدم معلومات أمام الروس تفيد أن أسلحة كثيرة من صناعة روسية نُقلت إلى حزب الله في لبنان، كما سيطلع الروس على ما آلت إليه المفاوضات مع السوريين والفلسطينيين.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن الاتصالات تواصلت في الأسابيع الأخيرة بشن الصفقة بين إيران وروسيا. وقبل أسبوعين قال المدير العام للشركات الروسية الحكومية المصدرة للسلاح في معرض للسلاح في جنوب أفريقيا إن روسيا لا ترى سبباً لوقف المحادثات بشأن الصفقة.
وتقرّر في مداولات أجرتها المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية أنه ينبغي عمل كل شيء من أجل منع إبرام صفقة الأسلحة بين روسيا وإيران، أو على الأقل لإرجائها. وأكدت مصادر أمنية ايضاً أن موضوع الصواريخ هو الذي دفع أولمرت لزيارة روسيا رغم استقالته، وأن أولمرت سيؤكّد أن بيع الصواريخ لإيران وسوريا سيكون بمثابة إخلال بالتوازن العسكري ــ الاستراتيجي القائم في الشرق الأوسط. وسيحذّر من أن وصول أنظمة الصواريخ لسوريا سيهدّد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحلق في المجال الجوي الإسرائيلي، حتى في منطقة النقب.
وبحسب هآرتس «التخوف في إسرائيل والغرب هو أن تقتني إيران الصواريخ اس-300 وتستخدمها للدفاع عن منشآتها النووية»، وأن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى شدّدوا أمام أولمرت على أنه ينبغي معالجة الموضوع بأعلى المستويات السياسية.
وكان المدير العام لوزارة الخارجية، أهارون أفراموفيتش، قد زار موسكو قبل أسابيع، واجتمع بوزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولين في وزارة الخارجية الروسية. وأعرب عن قلقه من أن الأزمة الجورجية والصراع بين الولايات المتحدة وروسيا قد يؤديان إلى أداء روسيا دوراً جديداً في الشرق الأوسط، وخاصة في موضوع السلاح. وقال أفراموفيتش إن المسؤولين الروس أكدوا له أنهم لن «يجرّوا التوتر مع الولايات المتحدة إلى الملعب الإيراني السوري».
وكخطوة تمهيدية لزيارة رئيس الوزراء إلى موسكو، أقرت الحكومة الإسرائيلية، أمس، اقتراح أولمرت وليفني، بنقل ملكية «ساحة سيرجي» في القدس المحتلة إلى روسيا كبادرة حسنة، ومقدمة لعرض المطالب الإسرائيلية.
يُشار إلى أن ساحة سيرجي هي مبنى في «ساحة الروس» أقامته عام 1890 الكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا ليستخدمها الحجاج الروس في القدس. واستخدمته سلطات الانتداب البريطاني مكاتب للحكومة، وبعد الاحتلال استخدمته الحكومة الإسرائيلية. ويستخدم اليوم مكتباً لوزارة الزراعة وسلطة حماية الطبيعة. وتطالب روسيا بملكيتها على المبنى منذ سنوات طويلة.