أكّدت القاهرة أنّ القراصنة قبالة السواحل الصومالية لا يهدّدون الملاحة عبر قناة السويس، وأنّها قادرة على حماية مصالحها. لكن جرأة القراصنة تبعث الحيرة في التطمينات المصرية
القاهرة ــ الأخبار
استبعد مدير مكتب رئاسة هيئة قناة السويس المصرية، محمود عبد الوهاب، تأثير القراصنة الصوماليين على حركة الملاحة الدولية في القناة والعودة لاستخدام طريق رأس الرجاء الصالح.
وقال عبد الوهاب إن تهديدات القراصنة الصوماليين تقتصر على المراكب والسفن الصغيرة الآتية إلى دول الصومال وجيبوتي والسودان، وإنّه يتعيّن على تلك الدول أن تطوّر عمليات التأمين على سواحلها، لافتاً إلى أنّ السفن الكبرى وناقلات البترول العملاقة العابرة بين أوروبا وآسيا، من خلال قناة السويس، تسلك طريقها في عمق المياه الدولية ولا يمكن مهاجمتها من جانب القراصنة الصوماليين.
وكان الرئيس حسني مبارك قد شدّد أخيراً على أنّ بلاده قادرة على حماية مصالحها ومصالح المنطقة في البحر الأحمر، بعد تزايد معدلات القرصنة قبالة السواحل الصومالية. وأكّد، خلال مباحثات مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في القاهرة، أنّ الحل النهائي لظاهرة القرصنة هو إحلال السلام في الصومال وإعادة هذا البلد إلى وضعيته كدولة مستقرة وكعضو في الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
كذلك أكّد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط دعم مصر الكامل للجهود المبذولة دولياً للحد من ظاهرة القرصنة، مشدّداً على ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، ومراعاة مبدأ سيادة الدول على أراضيها ومياهها الإقليمية، والمسؤولية الأصيلة للدول في حماية أراضيها وسواحلها ومياهها الإقليمية، في الحلول المقترحة.
من جهته، طالب مستشار برامج أفريقيا في مؤسسة «تشاتام هاوس»، روجر ميدلتون، المجتمع الدولي بضرورة وضع خطة لضمان عدم تسبّب القرصنة بعرقلة إيصال المساعدات الغذائية إلى الصومال. وقال في بيان «من المهم أن يتم خلال ثلاثة أشهر إيجاد جهة تحل محل كندا في مراقبة السفن التابعة لبرنامج الأغذية العالمي»، مشيراً إلى أنّ عدد عمليات القرصنة قد يتضاعف خلال عام 2008. وحثّ المجتمع الدولي على تنظيم الشحن البحري عبر خط آمن، ضمن منطقة الحماية البحرية التي أُسّست في شهر آب الماضي في خليج عدن، وتوفير خفر سواحل تابعين للأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي.
إلى ذلك، سعى بعض قادة حركة الشباب المجاهدين في الصومال لإقناع قراصنة البحر في شمال شرق البلاد بمنحهم نصيباً من السلاح الموجود على متن سفينة الشحن الأوكرانية المختطفة.