كلّل وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أمس، مسلسل الانفتاح العربي الذي بدأ قبل فترة إزاء العراق، بالتزامن مع تكبد الاحتلال خسارة كبيرة عبّر عنها تحطّم مروحيّتين له في بغداد أول من أمس
بغداد ــ الأخبار
تُعَدّ زيارة أحمد أبو الغيط هي الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى لبغداد منذ عام 1990. وكالعادة، لم تُعلَن سلفاً زيارة الضيف المصري الذي وصل صباحاً إلى مطار بغداد الدولي وغادره مساءً. وفي مؤتمر صحافي عقده مع نظيره العراقي، هوشيار زيباري، أعقب اجتماعاً له مع رئيس الوزراء نوري المالكي، أشار أبو الغيط إلى أنه «حان الوقت لعودة العلاقات مع العراق».
ورافق أبو الغيط وزير النفط المصري سميح فهمي. وعلى هامش الزيارة، تفقّد الوفد المصري المقر السابق لسفارة بلاده في عاصمة الرشيد، التي أُقفلَت في عام 2005 إثر خطف وقتل القائم بالأعمال المصري، ايهاب الشريف، في تموز من ذلك العام في عملية تبنّاها تنظيم «القاعدة». غير أنّ أبو الغيط نفسه سبق أن أعلن في أيار الماضي أن بلاده «تنظر بجدية في إمكان إعادة وجودها الدبلوماسي في العراق».
وفي سياق الانفتاح العربي على بلاد الرافدين، كشف الرئيس الجديد لبعثة جامعة الدول العربية في العراق، هاني خلاف، عن أنّه سيتوجه اليوم إلى بغداد لتسلم مهامه، لخلافة المغربي مختار لماني الذي تخلّى في كانون الثاني عن مهامه، معللاً ذلك بـ«استحالة إنجاز أي شيء جدي وإيجابي على طريق المصالحة الوطنية في العراق».
على صعيد آخر، كشف نائب الرئيس العراقي، عادل عبد المهدي عن الاتفاق مع الوفد الأميركي المفاوض، الذي يزور العراق حالياً برئاسة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي، على استمرار الجهود والعمل المشترك للوصول إلى نتيجة نهائية بشأن الاتفاقية الأمنية بين البلدين.
وكان الأبرز ميدانياً خلال اليومين الماضيين، تحطّم مروحيّتين أميركيتين من طراز «بلاك هوك» في بغداد أول من أمس، والتباس في أسباب الحادث. ففيما جزم جيش الاحتلال بأنّ تحطّمهما ناتج من اصطدامهما في الجو أثناء محاولتهما الهبوط في قاعدة أميركية قرب منطقة الاعظمية شمال بغداد، وهو ما أدى إلى مقتل جندي عراقي وإصابة ثلاثة جنود أميركيين، قال ضابطان عراقيان رفيعا المستوى، لوكالة «أسوشييتد برس»، إنّ الحادث وقع خلال اشتباك مع مسلّحين، وهو ما أدّى إلى سقوط المروحيّتين.
واللافت، أنّ الحادث الذي وقع عند التاسعة من صباح أول من أمس، بدأت أنباءه على وكالات الأنباء تأتي بصيغة أنّ مروحيّة واحدة سقطت، استناداً إلى بيانات للجيش الأميركي ومتحدثين باسمه، قبل أن تتغير الرواية لتفيد بأن مروحيتين اصطدمتا في الجوّ، ما يعزّز احتمال أن يكون الحادث ناتجاً من اشتباك مسلَّح.
إلى ذلك، أعلن الاحتلال مقتل «أمير القاعدة» في ناحية الرصافة (شرق دجلة)، ماهر أحمد محمود الزبيدي، المكنى بـ«أبي رامي»، وهو المسؤول عن الهجمات الأخيرة في بغداد حسب جيش الاحتلال.