قرر الأردن تنفيذ رده وفق السيناريو المتوقع بزيادة الضربات الجوية على مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة الرقة السورية، إلى جانب بعض الخطوات الداخلية. وأفادت مصادر حكومية بأن سلاح الجو الملكي أغار، يوم أمس، على مواقع لـ«داعش» للمرة الأولى منذ أن قتل التنظيم الطيار معاذ الكساسبة، مؤكدة أن الطائرات عادت إلى قواعدها «سالمة». وقام الملك عبد الله الثاني تعازيه لعائلة الكساسبة وأخبرها بأن قواته قصفت «داعش».
في السياق، قالت مصادر في شرطة الحدود في محافظة الأنبار (غرب العراق) إن قطعات عسكرية أردنية تحركت باتجاه الحدود العراقية، واتخذت مواقع مراقبة لها في مكان قريب من الحدود بين البلدين، وتحديداً في منطقة رويشد المقابلة لمدينة طريبيل العراقية. وأضافت المصادر إن هذه التحركات بهذا العدد الكبير (فرقة كاملة) من القوات «لم تكن معهودة في السابق»، وأنها أنشأت مخيماً هناك. كذلك ذكرت وسائل إعلام خليجية أن العراق سينهي تحفظه على مشاركة دول عربية في غارات «التحالف الدولي» على أراضيه، وسيسمح للمملكة بأن تشن غارات بالتنسيق مع بغداد. لكن أياً من تلك المصادر لم يؤكد نية الأردن «صيد ما سمي الأهداف الدسمة والقيام بعمليات جوية خاصة»، كما نقل عن مسؤولين أمنيين. وكان عبد الله، الذي نفى ديوانه مشاركته شخصياً في الغارات الجوية، قد التقى أمس القيادة العامة للجيش في عمان، للاطلاع على تفاصيل الضربات الجوية عبر عرض قدمه قائد الجيش الفريق أول مشعل الزبن، فيما أكد السيناتور الأميركي الجمهوري، لينزي غراهام، الذي كان من بين مجموعة التقت الملك، أن «رد الأردن على القتل الوحشي لطياره سيكون تعزيز المشاركة وليس العكس». كما أفصح مسؤولون أميركيون عن أن نظراءهم من الأردنيين ذكروا أن الممكلة قد توسع دورها في المعركة ضد تنظيم «الدولة» برغم أن المساعدة الجديدة التي ستقدمها عمان غير واضحة.
ومساء أمس، علم أن السلطات الأردنية أفرجت عن منظّر التيار السلفي الجهادي، عاصم برقاوي، الملقب بـ«أبو محمد المقدسي» و«المرشد الروحي الكبير للقاعدة»، إذ أكد وكيل التنظيمات الإسلامية، موسى العبدالات، لـ«الأخبار» أن برقاوي (47 عاماً) كان متهماً بالترويج «لأفكار إرهابية عبر مدونة التحرير»، قائلاً إن الإفراج عنه جاء لأن «محكمة أمن الدولة رأت عدم وجود أدلة كافية». لكن مراقبين يرون أن هذه الخطوة جزء من تكتيك اعتادت عمان فعله، وهو مواجهة السلفيين (كداعش) بالسلفيين أنفسهم.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)