أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، برفع حظر التجوال الساري في مدينة بغداد منذ سنوات، على أمل تخفيف القيود على الحياة اليومية وذلك رغم استمرار أعمال العنف، بحسب ما أعلن مسؤولون. ويعدّ رفع حظر التجوال تغييراً كبيراً في السياسة المتبعة منذ فترة لتفادي أعمال العنف من خلال الحدّ من الحركة خلال الليل.وأعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، العميد سعد معن، أن «رئيس الوزراء أمر برفع كامل لحظر التجوال في مدينة بغداد اعتباراً من السبت المقبل بعد زيارة قام بها لقيادة عمليات بغداد (يوم الأربعاء) واطلاعه على الأوضاع الأمنية وسير العمليات».

من جهته، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، رافد الجبوري، أن «توجه رئيس الوزراء هو أن تكون الحياة طبيعية قدر الإمكان، رغم وجود حالة الحرب». وأضاف إن «رئيس الوزراء يؤكد دائماً على أن تكون الحياة طبيعية الى أقصى درجة في أي منطقة مؤمنة من خطر الإرهاب»، وأن «هذا بحد ذاته جزء من الرد على الإرهاب والحرب ضده».
وقال الجبوري «كانت بغداد عرضة لتهديد حقيقي قبل أشهر قليلة فقط، لكنها حالياً باتت آمنة بما يكفي لرفع حظر التجوال الليلي». وأضاف «الحياة تستمر على الرغم من أن العراق في حالة حرب، ويأمل تحرير باقي أجزاء البلاد».
وأشار بيان صادر عن مكتب العبادي الى أن رئيس الوزراء أمر «برفع حظر التجوال الليلي عن مدينة بغداد وبشكل كامل ابتداءً من يوم السبت المقبل... كما وجه بفتح شوارع أخرى مهمة في بغداد لتسهيل حركة المواطنين، واعتبار مناطق الكاظمية والأعظمية والمنصور والسيدية مناطق منزوعة السلاح».
وتتسبب حواجز الجيش والشرطة في مختلف أنحاء بغداد بازدحام هائل للسير، كما أنها تتساهل عادة في إجراءات التفتيش. وعلى مر السنوات، تغيرت ساعة دخول الحظر حيّز التنفيذ، لكن أخيراً جرى تطبيقه من منتصف الليل حتى الساعة الخامسة صباحاً.
ويأتي القرار بينما تخوض القوات العراقية معارك من أجل استعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في شهر حزيران الماضي. وكانت هناك مخاوف في البدء من تعرض العاصمة نفسها لهجمات من قبل المتطرفين. إلا ان القوات العراقية استعادت السيطرة على قسم كبير من الأراضي بدعم أساسي من قوات «الحشد الشعبي» وعشائر. لكن تقدم قوات الأمن لم يحل دون قيام متطرفين بشن هجمات في بغداد حتى في الفترة التي كانت فيها اعمال العنف في أدنى مستوى لها بين 2011 و2012. ولا تزال الأسواق والمقاهي والتقاطعات المزدحمة تشهد عمليات تفجير، كما يستهدف هؤلاء غالباً عناصر الأمن في العاصمة.
(الأخبار، أ ف ب)