ريف دمشق | يبدو أن زهران علوش، قائد «جيش الإسلام»، فشل مجدداً في إرساء «معادلة ردعية» مع الجيش السوري، رغم نجاحه في إيصال قذائفه وصواريخه إلى الاحياء المدنية في دمشق. قال الرجل إنه يريد قصف العاصمة لوقف غارات الجيش على الغوطة الشرقية. لكن النتائج أتت عكسية. فردّاً على قصف تنظيم «جيش الإسلام» العاصمة بعشرات القذائف الصاروخية، نفّذ الجيش السوري أمس أكثر من 70 غارة جوية على مناطق مختلفة من الغوطة.
وكانت غارات الجيش السوري عنيفة إلى حدّ أن مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» وصَف يوم أمس باليوم الأسوأ على دوما منذ بداية الازمة في سوريا. فالغارات تركّزت على دوما التي تعد المصدر الأكبر للقذائف الصاروخية المتساقطة على العاصمة، يليها حي جوبر (شرقي دمشق)، إضافة إلى بلدات عربين وكفربطنا وسقبا وعين ترما.
وأوقعت الضربات نحو 60 قتيلاً وأكثر من 100 جريح. مصدر عسكري أكّد لـ«الأخبار» أن «الضربات استهدفت مواقع إطلاق الصواريخ على العاصمة، إضافة إلى خطوط إمداد تلك المواقع، ونقاطاً يشتبه في أنها مستودعات للصواريخ». وأضاف المصدر أن عملية الرد «حقّقت هدفها بنسبة ناجحة، كونها أدت إلى تدمير جزء من منصات الصواريخ ومواقعها»، فيما ذكرت تنسيقيات المعارضة و«المرصد السوري لحقوق الانسان» المعارض أنّ من بين القتلى مدنيين وأطفالاً. وفي موازاة ذلك، استمرت الاشتباكات في الأطراف الشمالية والجنوبية الشرقية من حي جوبر، وفي منطقة بساتين دوما الملاصقة لمخيّم الوافدين، ومزارع عالية المجاورة لدوما. وأدّت تلك المواجهات بمجملها إلى مقتل العديد من المسلّحين وجرح العشرات منهم. إلى ذلك، أفاد مصدر محلي في سقبا (الغوطة الشرقية) لـ«الأخبار» عن «نشوب مواجهات بين مقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي فوج الصوارم الذي يعتبر أحد التنظيمات المحلية في منطقة سقبا، وقتل نتيجةً لتلك الاشتباكات عدد من المسلّحين من الطرفين». ولفت المصدر إلى أن «سبب تلك المواجهات عائد إلى معارضة مسلّحي فوج الصوارم أوامر زهران علوش بقصف دمشق، لأن ذلك يستجلب ردّ الجيش السوري على مسلّحي سقبا وبقية بلدات الغوطة الشرقية الأقل تحصيناً مقارنةً مع جيش الإسلام في منطقة دوما».
وفي درعا (جنوباً)، واصل الجيش قصف مواقع المسلّحين، فيما أكدت مصادر ميدانية نبأ مقتل 9 عناصر من «جبهة النصرة» في منطقة صيدا في ريف درعا، أحدهم سعودي الجنسية. وبالتوازي، تناقلت وسائل إعلام المعارضة إعلان «غرفة العمليات المشتركة للفصائل المقاتلة» «اعتبار المناطق التي يسيطر عليها النظام عسكرية»، بما يجعلها «هدفاً مشروعاً» لهجماتها المسلّحة، وذلك «ردّاً على القصف اليومي للنظام على المدن والبلدات المحررة في المحافظة».