كسرت زيارة نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ولي عهد إمارة أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للعاصمة العراقية أمس رتابة التصريحات التي يطلقها الأميركيون والعراقيون عن قرب موعد توقيع الاتفاقية بين واشنطن وبغداد
بغداد ــ الأخبار
وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس إلى مطار بغداد، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء نوري المالكي. وكشف مصدر عراقي عن أنّ الزيارة هي استكمال لمشاورات بدأت بين البلدين مع زيارة المالكي للإمارات تبعتها زيارة لوزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لبغداد.
وكان بيان حكومي عراقي قد أكّد أنّ «الزيارة تأتي في إطار التوجهات العربية الساعية إلى دعم العراق، إذ سبقتها قبل يومين زيارة وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، فضلاً عن مباشرة بعثة الجامعة العربية مهامها رسمياً في بغداد».
يُذكَر أنّ الإمارات كانت من أوائل المبادرين إلى تطبيع العلاقات مع حكومة المالكي، من خلال اعتماد سفير لها لدى بغداد هو عبد الله الشحي كأوّل سفير لدولة عربية لدى هذا البلد منذ احتلاله، وإلغاء الديون المستحقّة على العراق والمقدّرة بـ7 مليارات دولار.
في هذا الوقت، برز ردّ مبطّن لابن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، السيد عمار الحكيم، على المالكي الذي قال قبل يومين إنّ وجود حكومة مركزيّة قويّة في بغداد هو ضمانة لوجود حكومات فدراليّة قوية. ورأى الحكيم أنّ «العراق القوي ليس العراق الذي يتمتع بعاصمة مركزية قوية، بل يجب أن تكون حكوماته الفدرالية قوية كذلك». ومن المعروف أنّ الخلاف الرئيسي بين حزب المالكي «الدعوة الإسلامية» و«المجلس الأعلى» يتمحور حول إصرار الثاني على إقامة إقليم في جنوب العراق ووسطه، وتشديده على توسيع حيّز الفدراليّة وصلاحيات رؤساء المحافظات. كذلك، يسود خلاف كبير بين الطرفين على خلفيّة نشاط حزب الدعوة في تأليف مجالس عشائريّة شيعيّة مشابهة لـ«مجالس الصحوات» في مناطق العرب السنة، وربطها بالحكومة المركزيّة، بينما يصرّ حزب الحكيم على ربطها بالمحافظات.
وفي السياق، قال الحكيم، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «نحن حرصاء تماماً على التمسك بكل ما يتعلق بصلاحيات الحكومة الاتحادية، واستنفاد هذه الصلاحيات».
وكان الحكيم قد قام يوم السبت الماضي بزيارات ذات رمزية سياسيّة كبيرة لمسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين في تكريت وكبرى مدن محافظة صلاح الدين، وسامراء وبلد. وظهر الطابع الانتخابي للزيارة في تصريحات الحكيم خلال اجتماعه مع مجالس عشائر تلك المناطق.
إلى ذلك، أعلن نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي أن المباحثات بين واشنطن وبغداد بشأن الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية الطويلة الأمد «وصلت إلى مراحل متقدمة»، رافضاً الإفصاح عن تفاصيلها. في المقابل، أوضح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أنّ توقيع الاتفاقية «يحتاج إلى قرارات من القادة العراقيين»، مشيراً إلى أن الطرفين توصلا إلى حلول ترضي حكومتي بلديهما.
وقال نيغروبونتي، في مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية العراقي حيث سقطت قذيفتا هاون، إنّ الطرفين «توصّلا إلى نقاط مشتركة بشأن القضايا العالقة»، وإنّ «مباحثاتهما وصلت إلى مراحل متقدمة»، وإنه «لا يمكن خلال المرحلة الحالية الخوض في التفاصيل وإعلان ما تم التوصل إليه».
بدوره، لفت زيباري إلى أن «الوفد الأميركي المفاوض يبدي مرونة كبيرة في التعامل مع المسائل التي كانت محل خلاف بين المتفاوضين بشأن الاتفاقية الأمنية» التي جزم بأنها ستعرض على المجلس السياسي للأمن الوطني ومجلس النواب «ليقولا كلمتهما الفصل فيها رفضاً أو قبولاً».
ميدانياً، قتل جندي أميركي في الموصل.