هآرتس ـ عاموس هرئيلفي التوقيت الحالي، بعد عامين على حرب لبنان الثانية، تبرز للعيان أيضاً أوجه التشابه بين شهادات الشهود امام (لجنة) اغرانت وبين الصدمة الأحدث والاصغر بكثير في حرب لبنان:
■ اوجه تشابه في الفشل: بعض من الادعاءات التي طرحت في عام 1973 تبدو معروفة من الفترة الاخيرة ايضاً. الخطط الميدانية غير ذات صلة، والأوامر متناقضة، وحتى الانتقاد الموجه الى الضباط الكبار الذين ظلوا في الوراء، رغم ان احداً لم يسمع بعد في ذلك الحين عن شاشات البلازما. ولكنْ ثمة فرق واحد جوهري بين المعركتين: يوم الغفران بدأ كمفاجأة مطلقة، من خلال هجوم شنّته مصر وسوريا. أما في لبنان، فقد كانت اسرائيل هي التي فاجأت نفسها، عندما صادقت الحكومة على شن الحرب من دون ان تدرك ان هذا هو مغزى تصويتها في الثاني عشر من تموز. الميزة المشتركة الأخرى، وإن كانت بجرعة مختلفة، هي الاستخفاف بالخصم. في عام 1973، افترضنا ان المصريين لن ينجحوا في اجتياز القناة، على الرغم من القوة الاسرائيلية الصغيرة التي كانت مرابطة في خط المعاقل الامامي. في عام 2006، اعتقدنا مرة اخرى اننا سنعيد «لبنان عشرين عاماً الى الوراء» ( تصريح أدلى به رئيس هيئة الاركان دان حالوتس بعد عملية الاختطاف بساعتين) وأملنا جعل حزب الله يركع على ركبتيه.

■ عزلة القائد في الجبهة: في الحربين، كان وقف اطلاق النار هو اشارة البدء لاندلاع حرب شاملة بين الجميع على المستوى الداخلي. يوم الغفران لم تكن هذه حرب جنرالات فقط: الشهادات تظهر وزير الدفاع موشيه دايان كمن يدحرج المسؤولية الى رئيس هيئة الاركان دافيد أليعازر. وأليعازر لا يدس أيضاً يده في الصحن. في الحرب الاخيرة، تمت الامور بصورة اكثر لطفاً: رسمياً، حرص المستوى السياسي هذه المرة على تقديم الدعم الكامل للجيش. ولكن في المسائل المركزية (من زيارة رئيس الوزراء ايهود اولمرت لقيادة المنطقة الشمالية قبل انتهاء الحرب بأسبوع وحتى مقابلته الختامية مع «يديعوت احرونوت» في الاسبوع الماضي)، ألقي الملف على الضباط. مثير للاهتمام في الحربين الموقف غير المريح لقائد جبهة القتال. بعيداً عن هيئة الأركان، القائد في الحربين وجد صعوبة في السيطرة على ضباطه وقواته في الامام. شارون وغورودش اشتكيا من امور مشابهة ـــــ وهناك امور مشتركة كثيرة بين شكاوى شارون وغورودش وبين شكاوى اودي آدم، قائد المنطقة الشمالية في الحرب الاخيرة. يبدو أن منصب قائد المنطقة في حرب فاشلة هو وصفة موثوقة تقريباً لإنهاء مسيرته المهنية. بالمناسبة، شهادة آدم امام لجنة فينوغراد لم تنشر بعد. اللجنة سمحت بنشر اقل من نصف الشهادات بعد سنة من التزامها امام محكمة العدل العليا. ومن المثير للاهتمام معرفة ما إذا كنا سننتظر أيضاً 35 عاماً لنشر شهادات لجنة فينوغراد.

■ الصدمة آنذاك واليوم. لكن يبدو انه إضافة الى الخلافات الحادة، تبرز بشكل مدوّ الانطباعات الشخصية. غورودش يروي انه ادرك ان الحرب اندلعت عندما اخبروه عبر الهاتف ان منطقة رابديم تتعرض للقصف؛ وشارون يتحدث عن مكالماته في جهاز الاتصال مع جندي قتل لاحقاً في احد المقار؛ ودايان يقلل من قيمة كفاءته العسكرية كي يلقي بالمسؤولية على كاهل دادو (رئيس الأركان). وشارون، تحديداً شارون، يثير الرأفة في القلب خاصة، عندما يعبّر عن ندمه على إهمال المعاقل الامامية ويذكر بالصدمة الخاصة به التي بلورت شخصيته؛ معركة اللطرون التي خدم فيها قائد فصيل في حرب الاستقلال. «لقد تطلب منا الامر سنوات حتى وصلنا للاقتناع في الجيش الاسرائيلي بأنه محظور التخلي عن الجرحى وتركهم في أيدي العدو... يجب ان نعرف أن قواتنا (في يوم الغفران) مرت بصدمة عميقة لا مثيل لها. الجيش الاسرائيلي كان جيشاً منتصراً. لم يكن في هذا الجيل اشخاص مثلي ممن أحسوا بطعم الهزائم، الأمر الذي شعرنا به مثلاً في عام 1948».