بغداد ــ الأخبارتُوِّجَت الموجة التي تشهدها الساحة العراقية في الفترة الأخيرة بحقّ المسؤولين السياسيين والصحافيين، أمس باغتيال النائب عن التيار الصدري صالح العكيلي، الذي توفي بعد فشل عملية جراحيّة في إنقاذه من جروح أُصيب بها في انفجار استهدف موكبه في الحبيبية شرق بغداد بواسطة درّاجة ناريّة مفخّخة.
وقبيل وفاة العكيلي، قال زميله في الكتلة النيابية الصدرية، أحمد المسعودي: «نوجّه أصابع الاتهام إلى القوات الأميركية والعراقية. هذه رسالة إلى الجهات التي تعارض الاتفاقية (الأمنية الطويلة الأمد الجاري الإعداد لتوقيعها) بين واشنطن وبغداد». وبرّر المسعودي اتهامه بأنّ «المنطقة حيث وقع الحادث خاضعة للقوات الأميركية والعراقية».
والعكيلي (41 عاماً)، هو أب لخمسة أولاد، يسكن في مدينة الصدر، وهو حائز شهادة دكتوراه في التاريخ. وقبل انتخابه نائباً عن التيار في انتخابات عام 2006، كان يعمل معاون قسم التاريخ في جامعة المستنصرية. وكان النائب الراحل يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم الكتلة الصدرية، وهو عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب.
وآخر هجوم تعرّض له نواب عراقيون كان تفجيراً انتحارياً بحزام ناسف في مقهى مجاور للبرلمان الواقع في المنطقة الخضراء في نيسان 2007، أدى إلى مقتل النائب محمد عوض عن «جبهة الحوار الوطني».
وعلى الفور، أوعز رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتأليف لجنة تحقيق بمقتل العكيلي. وأشار مصدر حكومي إلى أنّ رئيس الوزراء قدم تعازيه إلى الكتلة الصدرية وأمر بتأليف لجنة للتحقيق في ملابسات الحادث والوقوف على الحقائق «كما هي».
ولم تقتصر تصفيات الأمس على النائب العكيلي؛ فقد قُتل مدير إدارة مجلس محافظة كربلاء (لم يُكشَف عن اسمه) وأصيب اثنان من موظفي المجلس في انفجار عبوة ناسفة استهدف سيارة كانوا يستقلونها وسط المدينة.
في هذا الوقت، اتفقت الكتل السياسية الأساسية في البرلمان العراقي على شمول 4 من الأقليات بنظام «الكوتا» في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة. وكشف النائب عن «الائتلاف العراقي الموحد» عباس البياتي عن الاتفاق، موضحاً أن الأقليات الأربع هي المسيحيون والصابئة المندائيون والإيزدية والشبك. كما لفت البياتي إلى الاتفاق على تحديد المحافظات التي توجد فيها تلك الطوائف، وهي البصرة وبغداد ونينوى.
وكان الطرف الكردي قد اعترض على تمثيل الشبك، مشيراً إلى أنهم جزء من القومية الكردية، لكنه في الوقت نفسه طالب بشمول الأكراد الفيليين «الشيعة»، في بعض المحافظات الجنوبية بنظام «الكوتا».
على صعيد آخر، توقع مصدر في رئاسة الجمهورية العراقية أن يصل الرئيس جلال الطالباني إلى بغداد من نيويورك، قبل مطلع الأسبوع المقبل، استعداداً لعقد قمة خماسية على جدول أعمالها عدد من المواضيع المركزية، أبرزها المشاكل السياديّة العالقة بين حكومتي بغداد وأربيل، وقضيّة مصير أعضاء مجالس الصحوات الذين باتوا تحت سلطة الحكومة المركزيّة، بالإضافة إلى عرض المالكي آخر تفاصيل المفاوضات المتعلّقة بالاتفاقية الأميركية ــ العراقية.
وأوضح المصدر أنّ القمّة ستضمّ إلى الطالباني والمالكي، رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، يرافقه رئيس حكومة الإقليم نيجرفان البرزاني، ونائبي الرئيس عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي.
والعلاقة بين حكومتي أربيل وبغداد شهدت توتراً إثر دخول الجيش العراقي إلى منطقة خانقين في محافظة ديالى لتستبدل قوات البشمركة الكردية. وموضوع قانون النفط والغاز هو من أكثر ما يهدّد بتفجّر العلاقة بين العرب والأكراد، إلى جانب مصير كركوك المستعصية.
وبالتزامن مع هذه التطورات، برز ما قاله الجنرال الأميركي مايكل أواتس، المسؤول عن منطقة جنوب بغداد في قوات الاحتلال، عندما توقّع أن تعمل إيران كل ما في وسعها لإفشال الانتخابات المحليّة المقبلة، وذلك من خلال إشاعة الفوضى عبر افتعال أعمال عنف وتصفية عدد كبير من المرشّحين للانتخابات.