محمد بديرذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أعرب أخيراً عن اعتقاده بأن ربط قضية الجندي الأسير، جلعاد شاليط، باتفاق التهدئة في قطاع غزة كان خطأً، فيما كشفت صحيفة «معاريف» عن أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي تمكن من الحصول على معلومات تتعلق بعملية أسره قبل ساعات من حصولها، إلا أنها لم تصل إلى الوحدات العسكرية التي كانت قد انتشرت في المكان المزمع لتنفيذ العملية. ووفقاً لـ«هآرتس»، فإن أولمرت قال، في مداولات مغلقة خلال الأسابيع الأخيرة، إن «ربط مسألة شاليط باتفاق التهدئة كان خطأً»، معللاً ذلك بأن «حماس» لم تعد ترى، في ظل التهدئة، مصلحة في تسريع المفاوضات شدبشأن إطلاق سراحه، فيما قد يسبب استخدام الضغط العسكري عليها إطاحة الهدوء السائد في منطقة «غلاف غزة».
وكانت إسرائيل و«حماس» قد توافقتا بموجب اتفاق التهدئة، على أن يشرعا بمفاوضات مكثفة بشأن شاليط بعد أيام من دخول التهدئة حيز التنفيذ، إلا أنه من الناحية الفعلية لم يُحرز تقدم جوهري منذ ذلك الوقت.
ونقلت الصحيفة عن أوساط مقربة من أولمرت انتقادها لوزير الدفاع، إيهود باراك، الذي دفع باتجاه إنجاز الاتفاق وقولها إنه كان ينبغي «التفكير مرتين والمطالبة بخطوات أكثر وضوحاً في موضوع شاليط قبل إبرامه». كذلك ينتقد مسؤولون أمنيون مصر التي «تتكاسل» في هذه القضية، فيما «لا تبدي حماس رغبة في حصول تقدم». وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن الحل لهذه المشكلة يمكن أن يتأتى إما من خلال تغيير المصريين لمقاربتهم «وهو الأمر الذي لا يبدو في الأفق»، وإما من خلال تغيير السياسة الإسرائيلية تجاه «حماس» «والشروع بعمليات عسكرية تفهمها أنه من دون التقدم في مسألة شاليط، لا يمكن التهدئة أن تستمر».
وأشارت «هآرتس» إلى أن أولمرت تلقى أخيراً لائحة أعدتها لجنة وزارية خاصة تضم 450 اسماً لأسرى فلسطينيين توافق إسرائيل على إطلاقهم في إطار عملية تبادل مع «حماس». وبحسب الصحيفة، تشمل اللائحة 220 اسماً فقط من لائحة مماثلة كانت «حماس» قد قدمتها لإسرائيل مطالبة بالإفراج عمن تضمّهم ضمن التبادل. ونقلت الصحيفة عن «وزير كبير» قوله إن من غير المؤكد أن «حماس ستكتفي اليوم بالإصرار على لائحتها الأصلية حتى لو وافقت إسرائيل عليها، مشككاً بإمكان حل الموضوع في الأشهر الستة المقبلة». من جهة أخرى، قالت «معاريف» إن عضواً في «حماس» اعتقلته قوة من الجيش الإسرائيلي في رفح قبل يوم من أسر شاليط انهار تحت التحقيق لدى الشاباك، كاشفاً عن مخططٍ تعده الحركة لتنفيذ عملية عبر نفق في «كيريم شالوم»، وهي المنطقة نفسها التي كانت مسرحاً لعملية «الوهم المتبدد».
وذكرت الصحيفة أن وثائق داخلية للشاباك تظهر أن مصطفى معمر، 21 عاماً، الذي اعتقلته قوة من الجيش الإسرائيلي وأخاه فجر الرابع والعشرين من حزيران 2006 اعترف عشية عملية الأسر بأنه كُلف من قائد الذراع العسكرية لـ«حماس» في رفح، محمد أبو شمالة، باستطلاع منطقة «كيريم شالوم» وتصويرها، لافتاً إلى أنه فهم أن مهمته هي مقدمة لتنفيذ عملية سيُستَخدَم فيها نفق. ونقلت «معاريف» عن مسؤول في الشاباك قوله إن المعلومات التي أدلى بها معمر نُقلت إلى الجيش قبل اختطاف شاليط. في المقابل، يصر الجيش على أن المعلومات التي وصلت إليه لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية، ولذلك لم تُنقَل إلى الوحدات الميدانية في المكان.