Strong>«حماس» تندّد بمخطّط «التهجير القسري»... والمقاومة تتوعّد المستـوطنين بـ«ردّ مزلزل»لا يزال التوتّر يخيم على أجواء مدينة عكا، في أعقاب الاعتداءات التي تعرّض لها السكان الفلسطينيون من جانب اليهود القاطنين في المدينة، فيما تسيطر على المؤسسة السياسية والأمنية المخاوف من تمدّد المواجهات إلى مدن ومناطق أخرى

القدس المحتلة ــ الأخبار
غزة ــ قيس صفدي
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أمس الشرطة إلى عدم إبداء أي تسامح حيال أعمال الشغب في عكا، طالباً منها «وقف أعمال العنف في المدينة فوراً ورفع التعاون بين الجانبين» العرب واليهود.
واعتبر أولمرت، خلال الاجتماع الحكومي الأسبوعي، أن هناك «شعوراً بأن شرائح كبيرة من سكان المدينة تحولت إلى رهينة في أيدي مجموعات صغيرة من كلا الجانبين، مجموعات متطرفة، يهودية وعربية، تقودها إلى العنف والتعصب وفقدان البوصلة». وأضاف «يوجد في دولة إسرائيل أقلية قومية تمثّل 20 في المئة من السكان، وعليها أن تقيم لنفسها حيزاً وفقاً لقواعد العيش في دولة ديموقراطية».
من جهته، أكد قائد الشرطة الإسرائيلية في المنطقة الشمالية، المفوّض شمعون كورين، أن «الجهة الغالبة المخلّة بالنظام الآن في عكا هم اليهود»، مشدداً على أن «الشرطة تعرف المجموعات التي تمارس التحريض وتشعل النيران ولا تنوي التنازل لها وستعالج أمرها». وعن هوية المشاغبين، قال كورين إنهم ينقسمون «بين أشخاص ذوي خلفية إيديولوجية وآخرين ذوي خليفة جنائية يستغلون الفرصة». وأوضح أن عدد المعتقلين حتى الآن بلغ 54 «من العرب واليهود»، مشيراً إلى وجود أدلة على ارتكاب بعضهم «جرائم صعبة ستبقيه رهن الاعتقال حتى انتهاء الإجراءات القضائية».
واستعرض كورين الوضع في عكا أمام الحكومة، وأبلغها أن انتشار الشرطة في المدينة، الذي يبلغ عديده حالياً نحو 700 عنصر، سيدوم أياماً وأن الاعتقالات ستستمر حتى بعد عودة الهدوء إليها.
ووفقا لإحصاءات محلية، بلغ عدد البيوت المملوكة لفلسطينيين، التي أحرقت منذ بدء الصدامات، 11 منزلاً على الأقل، فيما بلغ عدد العائلات الفلسطينية المهجّرة من بيوتها خمس عشرة عائلة. وبحسب موقع مدينة عكا على الإنترنت، يمثل العرب نحو 28 في المئة من سكان المدينة.
وانتقلت أحداث عكا إلى جلسة لجنة الداخلية في الكنيست مع مثول السائق، توفيق جمال، الذي مثّل الاعتداء عليه شرارة الأحداث في المدينة، أمامها. وأحدثت الجرأة التي تحلى بها السائق الفلسطيني، أمام اللجنة، عاصفة وسط أعضاء المعسكر اليميني، وفي مقدمتهم عضو الكنيست عن كتلة «المفدال ــ الاتحاد القومي»، آفي ايتام، الذي أخذ يصرخ خلال الجلسة «لماذا لم توقفوا هذا الشخص، ماذا يفعل هنا، هل يقوم باستعراض؟».
وأكد السائق أمام اللجنة أنه لم يكن سكران، ولم يشغل موسيقى صاخبة، وأن جل ما أراده الوصول إلى المنزل ولكنهم «صنعوا مني قاتلاً وفاشستياً».
والتهبت الأجواء عندما اتهم رئيس كتلة «حداش»، محمد بركة، مجموعة يهودية متطرفة بالوقوف وراء الأحداث، مشدداً على أن «هذه المجموعة استوطنت المدينة بتشجيع من جهات سياسية موجودة حول هذه الطاولة»، في إشارة إلى المعسكر اليميني، «من أجل الحفاظ على الطابع اليهودي للمدينة».
أصداء أحداث عكا تردّدت في قطاع غزة، حيث ندّدت حكومة «حماس» وفصائل وأذرع عسكرية فلسطينية بشدة بالاعتداءات الإسرائيلية «المبرمجة»، التي تندرج في إطار «العنصرية الإسرائيلية» الهادفة إلى تهجير السكان الأصليين استكمالاً لمشاريع التهجير القسري منذ عام 1948. وطالب رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية فلسطينيي عكا وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة «الذين يتعرضون لسياسات قمعية، واعتداءات وحشية من جانب المستوطنين الصهاينة»، معتبراً أن «هذه الاعتداءات سياسة مبرمجة لدفع الفلسطينيين للخروج من أرضهم ومن ديارهم».
ودانت حركة «فتح» الاعتداءات الإسرائيلية في عكا وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة. وقالت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين «إن استمرار الاعتداءات عمل مدان ويمثل انتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية، ودليلاً على زيف الديموقراطية الإسرائيلية». وهدّد القيادي في ألوية الناصر صلاح الدين، أبو عبير، بأن «الرد على ما يحدث في عكا لن يطول وسيكون رداً مزلزلاً»، مشدداً على «أن على المستوطنين أن يجهزوا أنفسهم لدفع ثمن فاتورة غباء قادتهم وغطرسة حكومتهم الدموية».
وانتفض الآلاف من أنصار حركة «حماس» وخرجوا في مسيرة حاشدة في مخيم جباليا، مساء السبت، تضامناً مع عكا.