Strong>باتت عكا مقصداً للمسؤولين الإسرائيليين لاستعراض مواقفهم بعد الاعتداءات الأخيرة لليهود على فلسطينيي 48، والهبّة الفلسطينية في مواجهة التهميشبعد زيارة الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، إلى عكا، وإطلاقه منتدى لتنفيس الاحتقان الذي ساد المدينة في أعقاب عيد «يوم الغفران اليهودي»، جاء الدور على وزير النقل الإسرائيلي، شاؤول موفاز، الذي زار المدينة أمس، داعيّاً إلى «المحافظة على الهدوء»، في وقت فرضت فيه محكمة إسرائيلية الإقامة الجبرية على السائق العربي المتهم بإثارة الأحداث وسحبت منه رخصة القيادة باعتباره «خطراً»، رغم أنه كان الضحيّة الأولى للاعتداءات.
ووصف موفاز، خلال تجواله في المدينة، الواقع الذي ساد خلال يوم الغفران في المدينة بأنه «أمر لا يحتمل». ورأى أنه «من أجل التعايش، ينبغي أن يحترم أحدنا الآخر ويحترم معتقده الديني». ورفض في الوقت نفسه «مبادرة أيّ من المدنيين لتنفيذ القانون بأيديهم بأيّ شكل من الأشكال».
والتقى موفاز، الذي سبق أن أعلن رسمياً أنه لن يعتزل الحياة السياسية، رئيس البلدية شمعون لنكري وعدداً من الشخصيات الأساسية في المدينة.
بدوره، قال لنكري، الذي يؤكد فلسطينيّو 48 أنه يعمل جاهداً من أجل تهويد المدينة، «نحن موجودون وفق تقديري في نهاية أحداث العنف وإن 99 في المئة من سكان عكا مهتمّون بأن يسود الهدوء، باستثناء بعض المتطرفين».
وفي السياق، وضعت محكمة إسرائيلية، أمس، السائق العربي المتهم بالتجول في عكا ليلة عيد الغفران قيد الإقامة الجبرية لمدة أسبوع. وقال المتحدث باسم شرطة الجليل، ايران شاكيد، لوكالة «فرانس برس»، إن «محكمة حيفا قررت تمديد توقيفه، لكنها خفّفت الاحتجاز إلى إقامة جبرية لأسبوع». وأضاف ان «المحكمة سحبت منه أيضاً رخصة السوق لشهر لأنه خطير».
وكان توفيق الجمل قد أوقف مساء الاثنين في عكا واحتجز لثلاثة أيام «لإهمال في السلوك ومساس بالمشاعر الدينية». وأثار اعتقال الجمل غضب أعضاء كنيست عرب، من ضمنهم عباس زكور، الذي رأى أن «اعتقال الجمل من دون أيّ تجاوز للقانون من قبله هو من أجل تهدئة الشارع اليهودي فقط».
ودان العضو العربي في الكنيست، أحمد الطيبي، بشدة هذا التوقيف. وقال لوكالة «فرانس برس» «إنها المرة الأولى التي يتم فيها توقيف شخص بتهمة عدم احترام الديانة اليهودية»، داعياً السلطة إلى الإفراج عنه فوراً.
وكان الجمل قد اعتذر، أمام لجنة برلمانية للشؤون الداخلية عقدت اجتماعاً طارئاً الأحد لبحث الاضطرابات بين فلسطينيي 48 واليهود التي اندلعت إثر هذا الحادث.
يُشار إلى أنه رغم الهدوء السائد في المدينة، إلا أنه لا يزال هناك وجود كثيف للمئات من عناصر الشرطة من أجل تعزيز القوات الموجودة لحفظ الأمن، في وقت لا تزال فيه عشرات العائلات الفلسطينية تحاول العودة إلى منازلها التي هجّرت منها في أعقاب الحملة العنصرية على المنازل العربية في الأحياء المختلطة.
(الأخبار)