strong>شهيدان في الضفّة... وباراك مع تمديد تهدئة غزّة «قدر الإمكان»في ظل الغموض الذي يسود الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية، في أعقاب رفض «فتح» الحوار الثنائي مع «حماس»، شنّت الحركة الإسلامية هجوماً على وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، على خلفية إقرار الأخير بدور القاهرة في إغلاق معبر رفح، ما يعيد العلاقة بين «حماس» ومصر إلى جادّة التوتّر

غزة ــ قيس صفدي
القاهرة ــ الأخبار
استغربت حركة «حماس» أمس تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الذي قال فيها إن «من ينادي في غزة بفتح معبر رفح فإنما يبحث عن اعتراف بشرعيته، ولا يمكن أن نسهم في بناء شرعية من لا شرعية له»، معتبرة هذا الكلام بمثابة إقرار منه بمسؤولية مصر عن إغلاق المعبر.
وقالت «حماس»، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، إن تصريحات أبو الغيط لا تعكس حقيقة الموقف المصري، لافتةً إلى أن علاقتها بالقاهرة «جيدة»، وقد عكست زيارة وفدها الأخيرة «أجواءً إيجابية وتوافقاً في الكثير من القضايا».
وكان أبو الغيط قد أقر، في مقابلة مع فضائية «بي بي سي» العربية، بأن مصر لن تمنح «حماس» الشرعية عبر فتح معبر رفح الحدودي. وقال إن «حماس أخذت السلطة بالقوة وطردت السلطة الرسمية المعترف بها قانونياً»، عازياً في الوقت نفسه تعامل مصر مع «حماس» إلى اعتبارها شريكاً نجح في الانتخابات وتحظى بالتأييد الشعبي.
وفي ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حمّل أبو الغيط الحركة الإسلامية مسؤولية عدم إنجاز الصفقة. وقال «إن خاطفيه يرفضون إطلاق سراحه لأنهم يستخدمونه للمناورة وتحقيق المكاسب».
غير أن أبو زهري أبدى استغراباً شديداً من اتهام أبو الغيط. وقال إن «هذه تصريحات تتناقض مع ما أبلغته حماس للمسؤولين المصريين بهذا الصدد، من أن الحركة لا مانع لديها من استئناف المفاوضات بشأن شاليط، إذا ما أبدى الاحتلال استعداداً لاستئناف هذه المفاوضات من النقطة التي وصلنا إليها سابقاً، واحترام الشروط والمعايير الفلسطينية».
وقلّل أبو زهري من شأن تصريحات أبو الغيط، لكون «الملف الفلسطيني يتابَع مع قيادة الاستخبارات المصرية لا مع وزارة الخارجية، ولا يوجد أي توتّر في علاقة الجانبين».
وفي شأن حوار القاهرة والجدل في الخصوص اللقاء الثنائي بين «فتح» و»حماس»، قال القيادي في «حماس»، أيمن طه، إن الحركة الإسلامية لا تبني مواقفها على ما يشاع وينشر في الإعلام، وأنها في «انتظار الرد المصري بشأن اللقاء الثنائي وفق الآليات التي توافقت عليها مع المسؤولين المصريين».
ودافع طه مجدّداً عن إصرار «حماس» على اللقاء الثنائي، وقال إنه «سيمثّل رافعة لأي حل في الحوار الفلسطيني ــ الفلسطيني»، نافياً في الوقت نفسه وجود خلافات مع الفصائل الأخرى التي «لن تستثنى من الحوارات، لكن مشاركتها ستكون ضمن الحوار الشامل الذي سيطرح القضايا الأساسية».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن وزير الدفاع، إيهود باراك، أصدر تعليماته للأجهزة الأمنية والجيش بالعمل على مواصلة التهدئة في قطاع غزة، وتعميقها انطلاقاً من أن المصلحة الإسرائيلية هي في تمديدها فترةً زمنية غير محدودة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أمد التهدئة ينتهي في شهر كانون الأول المقبل. ولفتت إلى أن إسرائيل لم تقرّر مهلة زمنية محدّدة لنهاية التهدئة، ولكن «حماس» ترى في الشهور الستة الأولى للتهدئة مرحلة أولى، وفقاً لما تعهد به المصريون لـ«حماس»، على أن توسع إسرائيل نطاقها لتشمل الضفة أيضاً.
وفي مؤشّر إلى الرفض الإسرائيلي لنقل التهدئة إلى الضفة، استشهد الشاب عبد العزيز يوسف بعيرات (20 عاماً) جراء نزف حادّ إثر إصابته برصاص أطلقه جنود الجيش الإسرائيلي.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن محمد الرمحي (21 عاماً) استشهد، أمس، بعد إصابته برصاص الاحتلال في الضفة.

(أ ف ب)