تستعدّ إسرائيل لاحتمال اندلاع المواجهات مع «حماس» في غزة، مع انتهاء ولاية أبو مازن. تصعيد تسعى السلطة إلى احتوائه من خلال الاستعانة بالإدارة الأميركيةيبدو أن اقتراب نهاية ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهة، وعدم إعلان حركة «حماس» موقفها من تمديد التهدئة من جهة أخرى، سيفتح الباب أمام تجدد المواجهات بين إسرائيل وحركة «حماس»، كما أعلنت صحيفة «هآرتس».
تقديرات قابلتها السلطة الفلسطينية بحثّ الولايات المتحدة على تمديد التهدئة في غزة، ونقلها إلى الضفة الغربية.
وذكرت «هآرتس» أن «التقديرات لدى الأجهزة الأمنية تفيد باحتمال تحوّل التوتر الذي قد ينشأ بين حماس وفتح على خلفيّة نهاية ولاية عبّاس إلى توتر جديد مع إسرائيل». ونقلت عن مصادر فلسطينية في قطاع غزة قولها إن «التقديرات تشير إلى إمكان حصول مواجهات عنيفة مطلع العام المقبل، وإن حماس معنية بتمديد التهدئة».
وفي السياق، نقلت «هآرتس» عن مصدر من «حماس» قوله إن «الحركة لم تحدد موقفاً بعد من تمديد التهدئة، وإن المحادثات مع مصر تتركز أساساً على المصالحة مع فتح. إلا أنه لم يستبعد أن تتم مناقشة
التهدئة».
وأضاف أنه «إذا قامت إسرائيل بفتح معابر البضائع إلى غزة فستطلب حماس تمديد التهدئة»، وهو ما أكدته مصادر فلسطينية أخرى في غزة للصحيفة.
في المقابل، ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن هناك جهات ميدانية في «حماس» «معنية بنسف التهدئة وتجديد إطلاق الصواريخ. ولم تستبعد أن يؤدي أي توتر بين حماس وفتح مع اقتراب كانون الثاني، إلى توفير الذرائع لتجديد إطلاق الصواريخ»، الأمر الذي تنفي المصادر الفلسطينية احتمال حصوله.
وانطلاقاً من هذه المخاطر، تعدّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خططاً موسّعة بشكل مواز، لمناقشة مختلف السيناريوهات المتوقعة. كذلك تتم عملية استكمال التحصينات في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة تحسباً لاحتمال تجدد المواجهات.
ونقلت «هآرتس» عن ضابط رفيع المستوى في هيئة الأركان قوله إنه «حتى مطلع العام المقبل، سيتم الانتهاء من الاستعدادات لاحتمال نشوب مواجهة في القطاع»، مضيفاً أن «غزة في مقدمة أولويّاتنا، إذ ثمة احتمال كبير لحدوث مواجهة هناك، وهو أكبر من احتمال نشوب مواجهة في الشمال. فبالرغم من رغبة حزب اللّه بالانتقام لمقتل قائده العسكري عماد مغنية، إلا أنه لا تزال هناك موانع أمام الصدام».
وذكرت «هآرتس» أن «المؤسسة الأمنيّة الإسرائيلية تخشى من اتهامها بتضخيم المخاطر العسكرية على إسرائيل بهدف منع تقليص موازنة الأمن في حال إجراء تعديلات على الموازنة للعام المقبل (2009)».
التحذير الإسرائيلي من احتمال المواجهة مع «حماس»، قابلته السلطة الفلسطينية بحثّ الإدارة الأميركية، على لسان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، خلال لقائه القنصل الأميركي العام جاك والاس، على «التدخل الفوري لوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين في منطقة رام الله خلال أقلّ من 24 ساعة».
وطالب «بإلزام إسرائيل بقبول تثبيت تهدئة متبادلة ومتزامنة في الضفة الغربية، وتمديد التهدئة في قطاع غزة»، محذّراً بأن «استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي سيؤدي إلى تصعيد دائرة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء». وشدد على «وجوب إلزام إسرائيل بتنفيذ ما تنصّ عليه المرحلة الأولى من خريطة الطريق».
في هذا الوقت، رهن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنيّة، «نجاح جهود مصر في الحوار بكبح جماح ما يجري في الضفة الغربية من تصعيد أجهزة الأمن بحقّ أعضاء وأنصار حماس، ومنع التدخّلات الخارجية ولا سيّما الإسرائيلية والأميركية».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)