strong>بيريز يسوّق لـ«سلام إقليمي» تؤيّده ليفني وباراك: المسارات المنفردة إهدار للوقت والطاقةأصبح من الواضح أن إسرائيل تتجه نحو الالتفاف على الطرفين السوري والفلسطيني، بعد وصول المفاوضات معهما إلى طرق مسدودة، والتوجه إلى الدول العربية «المعتدلة» لعقد اتفاقية سلام شاملة معها، ما يشير إلى أن «عهد تسيبي ليفني» سيكون مرحلة تجربة خيار «السلام الإقليمي»

علي حيدر
أعربت رئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، المكلّفة بتأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة، في محادثات مغلقة، عن تأييدها لمبادرة السلام السعودية. وذكّرت صحيفة «معاريف» بتأييد ليفني العلني لمبادرة السلام السعودية (قبل أن تتحول إلى مبادرة سلام عربية) الذي تلقّت في أعقابه انتقاداً لاذعاً من حزب «الليكود» الذي كانت في حينه عضواً فيه.
وكررت ليفني موقفها المؤيّد للمبادرة، بحسب «معاريف»، بعد فوزها برئاسة «كديما». لكنها شددت على معارضتها لقضية اللاجئين الواردة في مبادرة السلام العربية، بالإضافة إلى الجدول الزمني المحدد فيها، الذي يؤكد استكمال إسرائيل تنفيذ ما هو مطلوب منها، على أن تحصل بعدها فقط على التطبيع مع العالم العربي.
بدوره، لفت وزير الدفاع، إيهود باراك، في مقابلة مع إذاعة الجيش، إلى أنه في ظل المفاوضات المنفردة مع سوريا وعدم تحقيق أي تقدم على المسار الفلسطيني، يكون قد آن الأوان لكي تسعى إسرائيل إلى عقد اتفاقية شاملة في المنطقة. وأكد وجود أرضية سياسية لهذه المبادرة داخل الحكومة المقبلة بالقول إن «هناك مساحة مقبولة داخل الائتلاف الحكومي للخطة السعودية»، مشيراً إلى «وجود مصالح مشتركة مع الأطراف العربية المعتدلة ضد إيران وحزب الله وحماس». وأضاف أن الرئيس شمعون بيريز موافق على ذلك، وأنه تحدث في هذه المسألة أيضاً مع ليفني.
كذلك نقلت صحيفة «معاريف» عن بيريز قوله، خلال لقائه مع الزعيم الروحي لحزب «شاس» الحاخام عوفاديا يوسف يوم الجمعة الماضي، أنه «من الخطأ إجراء مفاوضات منفردة مع السوريين ومفاوضات مع الفلسطينيين، وأن على إسرائيل التوقف عن إجراء مفاوضات منفردة والذهاب إلى اتفاق سلام إقليمي مع الدول العربية وجامعة الدول العربية».
وبرّر بيريز موقفه للحاخام بأنه «في المفاوضات المنفردة، تدفع إسرائيل الكثير وتحصل على القليل»، بينما سيكون بالإمكان في مفاوضات مع العالم العربي كلّه الحصول «على ضمانات والتوصل إلى صفقة شاملة». وأكد «ضرورة أن تمدّ إسرائيل يدها إلى جميع الدول العربية على أساس مبادرة السلام العربية، وعدم إهدار الطاقة والوقت في مسارات منفردة». ولفتت «معاريف» إلى أن بيريز يعمل منذ مدة طويلة، من خلف الكواليس، لتسويق فكرة «سلام إقليمي»، وينتقد المسارات المنفصلة، وتحديداً المفاوضات مع سوريا، حيث دفعت إسرائيل في هذا المسار حتى الآن ثمناً دولياً للرئيس السوري بشار الأسد، ولم تحصل على شيء في المقابل.
وأوضحت الصحيفة أن نشاطات بيريز لا تنطلق من فراغ. فقد أعلن باراك، نهاية الأسبوع الماضي، أن على إسرائيل أن تبلور مشروعاً للسلام الشامل وتعرضه على العالم العربي، كما أن مسعاه يلقى دعم تسيبي ليفني.
وتابعت الصحيفة أن الرئيس السابق لمكتب بيريز، آفي غيل، هو من يقف وراء تجنيد الرئيس الإسرائيلي لهذه المهمة، وأن غيل يعمل في السنوات الأخيرة مع الملياردير اليهودي الأميركي دانييل أبرامز، الذي قالت الصحيفة إنه يستثمر أموالاً وطاقات من أجل دفع السلام في الشرق الأوسط.
عودة «مبادرة السلام» ظهرت أيضاً خلال اجتماعات «مجموعة أكسفورد للأبحاث» في لندن لبحث إمكان تفعيل مبادرة السلام العربية. وأكدت المسؤولة عن ترتيبات الاجتماع، غابرييل ريفكيند، أن ممثّلي الجانب الإسرائيلي رحّبوا بالمبادرة العربية للسلام. وقالت إن «الإسرائيليين المشاركين أوضحوا أنهم سيعملون على بدء حملة موسّعة داخل إسرائيل من أجل تأييدها».
وقد شارك في الاجتماع أفراد من فلسطين ومصر وبريطانيا والولايات المتحدة وسوريا وإيران وإسرائيل والسعودية. ومن بين المشاركين، الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى كل من بريطانيا والولايات المتحدة والرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، الذي قال إنه حضر بصفته الشخصية لا ممثّلاً للحكومة السعودية.
وقالت صحيفة «الغارديان» إن تركي الفيصل دعا الجانب الإسرائيلي إلى «الإنصات جيداً لما تحتوي عليه المبادرة العربية والرد عليها بصورة إيجابية»، مشيراً إلى أن «الدول العربية ستدفع ثمن السلام، لا بالاعتراف بإسرائيل ككيان شرعي في المنطقة فقط، ولكن أيضاً بتطبيع العلاقات معها وإنهاء حالة العداءات القائمة منذ عام 1948».
وقالت «الغارديان» إنه لم يحضر الاجتماع مسؤولون عاملون في الحكومة الاسرائيلية، فيما اقتصر التمثيل الفلسطيني على ممثّل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بينما لم يحضر الاجتماع ممثّل عن «حماس» كما كان متوقعاً.