افتتاح 300 مؤسسة في بيروت وجبل لبنان!أيمن فاضل
ارتفعت أرباح القطاع السياحي بنسبة 20 في المئة عن العام الماضي، وبالتالي سجّل هذا القطاع نموّاً لافتاً بعد اتفاق الدوحة، رغم الانطلاقة المتعثرة في بداية هذا العام، عندما لم يتخطّ معدّل الإشغال في الفنادق 55 في المئة داخل بيروت و40 في المئة خارجها!
طبعاً أدت الظروف السياسية دورها في توفير موسم سياحي جيّد نسبياً بدءاً من تموز، ليتجاوز معدّل الإشغال 90 في المئة في بيروت وجبل لبنان ومناطق أخرى بقيت خارج التوترات الأمنية... السبب وفق ما يقوله وزير السياحة إيلي ماروني لـ«الأخبار» يعود إلى كون السياحة في لبنان قادرة دائماً على لملمة خسائرها وإعادة تكوين بنيتها القطاعية لتتآلف مع الظروف التي شهدت تحسناً تدريجياً خلال هذا العام، فيما شدد رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان، بيار الأشقر على أهمية توزّع النشاط السياحي ليطال غالبية المناطق، مشيراً إلى أن الفنادق ليست موجودة في بيروت وحدها، ونهوض القطاع في جميع المناطق كان له أثر إيجابي في توزّع التنمية السياحية والأرباح، مشيراً إلى أن فنادق الجبل والشمال كانت «ممتلئة».

مليون و200 ألف سائح

وبعد صيفٍ هادئ، يقول الأشقر إن المستثمرين أبدوا ارتياحاً كبيراً، وخصوصاً بعد انتخاب رئيس الجمهورية والهدوء الأمني والسياسي الذي سجّل في الفترة الأخيرة، باستثناء حوادث الشمال التي بقيت محدودة التأثير، فيما أشار ماروني إلى أنه خلافاً لكل التوقعات، كان موسم الصيف ناجحاً، رغم أن الفترة الممتدة بين شهري أيار وحزيران كانت عصيبة، لكن ذلك لم يمنع دخول مليون و200 ألف سائح ومغترب ليُصَنّف الموسم بأنه «كان جيّداً والحجوزات كبيرة». وتوقع ماروني أن يرتفع عدد السياح بشكلٍ ملحوظ حتى نهاية هذا العام، لافتاً إلى أنه كان للسيّاح العرب، كما كل عام، حصة الأسد وحضورٌ قوي، وهو أمر ربطه ماروني بقوة القطاع السياحي الذي دفع بمؤسسة عالمية إلى انتخاب بيروت ثاني مدينة عربية من حيث «حسن الضيافة» بعد الأردن، وحلول لبنان عاشراً على اللائحة الدولية التي تضم 170 دولة في تقريرها الذي يتحدّث عن تدفق الاستثمارات.

75% استثمارات سياحية

ويشهد القطاع السياحي خلال السنوات الماضية فورة استثمارية رغم كل الحوادث الأمنية، وذلك بناءً على أرقام أظهرها رئيس مجلس الاستثمار في إيدال نبيل عيتاني، حيث مثّلت الاستثمارات السياحية في لبنان 75 في المئة من إجمالي الاستثمارات بين عامي 2003 و2007. وأشار عيتاني إلى أن أهم الاستثمارات كانت في قطاعات السياحة الاستشفائية والبيئية والثقافية.
وبلغ حجم الاستثمارات مليارين و850 مليون دولار في عام 2007، فيما بلغت حجم أرباح القطاع 11 في المئة نسبة إلى حجم الناتج القومي، وهي وفق عيتاني من الأعلى في العالم.
وعلى وقع هذه الأرقام التي طرحت حول الاستثمار في القطاع السياحي، لفت رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي بول عريس إلى أن منطقة بيروت الكبرى شهدت افتتاح 300 مؤسسة سياحية، من مطاعم ومقاهٍ وملاهٍ ليلية منذ عام 2006، تركّزت 40 مؤسسة منها في شارع الحمرا، و40 مؤسسة في منطقة الجميزة التي ما زالت تشهد انطلاقة قوية وفق تعبيره، إضافة إلى 7 مؤسسات في منطقة فردان، فضلاً عن 10 مؤسسات في منطقة الأشرفية. أمّا طريق عام أنطلياس ـــــ ضبية، فشهدت وحدها استحداث 30 مؤسسة متنوعة.

الأردن يتصدر قائمة السياح

ولم يحتل السيّاح السعوديون هذه السنة أعلى قائمة السيّاح الوافدين، هذا التراجع عزاه ضمناً رئيس مجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي الذي تحدّث خلال افتتاح الملتقى والمعرض العربي الدولي للسياحة والسفر 2008، أشار إلى أن إلغاء التأشيرة بين لبنان والأردن رفع السياحة الأردنية في لبنان لتحتل المرتبة الأولى.
لكن الأشقر رفض هذا التبرير، مشيراً إلى أن سبب تراجع السياحة السعودية في لبنان «يعود إلى التأثر بالتصريحات التي تهاجم النظام السعودي، حيث أصبح هناك تخوّف من السيّاح السعوديين من المجيء إلى لبنان بسبب حالة الاحتقان تجاههم»، لافتاً إلى أن التأشيرة بين لبنان والأردن ألغيت منذ عام 2005، ملاحظاً أن حجم السياح الأردنيين تطور منذ ذلك الوقت من 4200 سائح إلى 17 ألف سائح في معدّل شهري، وأن حضورهم كان مميزاً هذه السنة، لأن الكثيرين منهم بقوا خلال فترة الاضطرابات، وكانوا أول العائدين بعدها، مرجّحاً سبب إقبالهم الكثيف إلى كون لبنان أقرب منطقة سياحية لهم، ملاحظاً ضرورة العمل على تسهيل الإجراءات مع الدول العربية الأخرى وتركيا من خلال اتفاقات تسهّل مرور السيّاح، مشيراً إلى أن التخوّف من قدوم عمالة غير شرعية من بعض الدول كتركيا ودول الخليج لا وجود له.

تنشّط السياحة

وأشار المدير العام لجيفينور روتانا، مارك تنبرل، إلى أن لبنان تعافى بسرعة قياسية من الأحداث التي وقعت في بيروت، حيث عادت الحركة السياحية إلى شكلها الطبيعي بعد 3 أسابيع منها، مشيراً إلى أنه خلال منتصف حزيران بلغت نسبة الإشغال 100 في المئة، وتراوحت في آب بين 70 و80 في المئة، ثم عادت وارتفعت إلى 100 في المئة في أواخر آب، ثم هبطت قليلاً في رمضان بالتزامن مع حركة إفطارات كبيرة، لافتاً إلى أن أرباح روتانا زادت 15 في المئة مقارنة بعام 2007.
فيما أشار ماروني إلى أنه كرّس لبنان نقطة جذب سياحي، مشيراً إلى أن تقديم الدول عروضها السياحية يظهر الثقة الكبيرة بالسوق اللبنانية، ويفتح في المقابل إمكانات ترويجية كبيرة للسياحة.
أمّا الأشقر فأشار إلى أن أي شخص يدخل لبنان يُسهم في تفعيل الحركة السياحية ويضيف إلى رصيد لبنان حتى ولو كان هدفه الإعلان عن السياحة في بلاده، ملاحظاً أن بممارسة كهذه يستطيع لبنان أن يعزِّز الثقة بالقطاعين المصرفي والسياحي.


365 يوماً سياحياً

سيعلن ماروني روزنامة ستصدر في كتيّب أنجزته الوزارة بالتعاون مع مجموعة من الاقتصاديين، ويهدف إلى تحقيق حلم لبنان بتحقيق 365 يوماً سياحياً


17 ألف سائح

هو عدد الأردنيين الداخلين إلى لبنان شهرياً خلال عام 2008، بعدما كان عدد السياح الأردنيين في عام 2005 نحو 4200 سائح

سياحة ضد الفقراء!


قال الأشقر لـ«الأخبار» إنه يوجد طريقة يمكن من خلالها إلغاء التأشيرات بين الدول العربية في سبيل تنمية السياحة، وخصوصاً في ما يتعلق بمصر التي تختزن عدداً كبيراً من الفقراء وطالبي اللجوء غير الشرعي، بحيث يُبرز الوافد إلى لبنان بطاقتين مصرفيتين تحتويان على رصيد مُحَدّد... هكذا يمكن الحد من وفود الفقراء والعمالة غير الشرعية!