حيفا ــ فراس خطيباستجاب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لطلب رئيسة حزب «كديما» الحاكم، تسيبي ليفني، تمديد الفترة المحددة لها لتأليف الحكومة لأسبوعين إضافيين، بعدما فشلت في إعلان حكومتها خلال مدة الـ 28 يوماً الماضية، وسط أنباء عن اتجاهها لإعلان الحكومة الاثنين المقبل من دون حزب «شاس» إذا لم تتوصل إلى اتفاق معه.
ويشترط «شاس» في انضمامه إلى الحكومة، زيادة مخصصات الأطفال، ما سيكلف خزينة الدولة أكثر من 370 مليون دولار تقريباً، الأمر الذي يعارضه وزير المال الإسرائيلي روني بار ـ أون. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الزعيم الروحي لـ«شاس»، الحاخام عوفاديا يوسف، أمر قادة حزبه «بعدم التنازل عن مطلب المخصصّات في المفاوضات مع كديما»، مطالباً إياهم «بأن يعودوا ببشرى للضعفاء»، واصفاً قادة حزبه بـ«مرسلي الجمهور».
ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين في «شاس» قولهم إن «يوسف ليس متخوفاً من الانتخابات. ويريد حكومة ذات طابع اجتماعي».
واجتمع طاقما المفاوضات المنبثقان عن «كديما» و«شاس» أول من أمس، في محاولة لدفع المفاوضات، من دون أن يحرزا أيّ تقدم ملحوظ. ومن المتوقع تجديد المفاوضات بعد انتهاء عيد «العرش» اليهودي خلال يومين.
وكان «كديما» قد قدّم اقتراحاً لـ«شاس» بتحويل 600 مليون شيكل كمخصصات للأطفال تأتي ضمن موازنة عام 2009. وأبدى الحزب الحاكم ليونة في هذا الصدد، إذ كان اقتراحه الأول ينصّ على تحويل 150 مليون شيكل فقط. إلا أن «شاس» يطالب بالمزيد، ويريد زيادة تقترب من مليار ونصف مليار شيكل. وإضافة إلى موقفه السياسي، يشترط لدخوله إلى الحكومة عدم طرح قضية القدس المحتلة على جدول المفاوضات.
قادة «شاس» يلقون اللوم على وزير المال روني بار أون، باعتباره يقود حملة ضدهم وضد زعيمهم. وقال أحد الوزراء في «شاس»، إنه «لا يمكن لنا أن نجلس في حكومة، أحد قادتها بار ـ أون، يدير ضدنا حملة تحريض».
في المقابل، قال مسؤولون في «كديما» إن هناك «توتراً بين ليفني وبار ـ أون، في أعقاب مخصصات الأطفال. بحيث أبعد الأخير نفسه عن مفاوضات الائتلاف الحكومي، معارضاً فتح الموازنة مجدداً لتنفيذ مطالب شاس». وأوضحوا أنه في حال «تصميم ليفني على ضم شاس إلى الحكومة، عليها التضحية ببار ـ أون»، مبيّنين أنه «سيكون أكثر راحة بالنسبة لها تولّي شاؤول موفاز وزارة المال. فهو وعد شاس بزيادة مخصصات الأطفال».
ويقول مقربون من ليفني إنها «تنظر بجدية إلى إقامة حكومة ضيّقة تضم حزب العمل وميرتس والمتقاعدين وسط جهود للحصول على تأييد من الحزب الديني يهدوت هتوراة»، علماً بأن الأخير يطالب أيضاً بزيادة مخصصات الأطفال. وأضافوا أنه «لا يوجد أي مانع من انضمام شاس إلى الحكومة في وقت لاحق (أسبوعين)، أو سنواصل من دونهم». إلا أن هذه الإمكانية تواجه معارضة كبيرة في قلب الحزب الحاكم، وخصوصاً من موفاز، الذي اتصل أول من أمس برئيس «شاس» ايلي يشاي لإقناعه بالانضمام إلى الحكومة، قائلاً إن «تأليف حكومة ضيقة لن يكون أمراً جيداً في هذه الأيام».
كذلك يسعى أعضاء الكنيست المقرّبون من موفاز إلى عرقلة إقامة حكومة ضيقة. ويقول عضو الكنيست زئيف الكينك إن «حكومة ضيقة ستحوّل كديما إلى رهينة بأيدي اليسار». أما رئيس «العمل» إيهود باراك فيريد «ائتلافاً مستقراً».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مقربين من ليفني قولهم إنها «ستعلن حكومتها يوم الاثنين المقبل حتى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع شاس». وأوضحت ليفني «إنني مقتنعة بأني سأنجح في عرض حكومة خلال الأسبوعين القريبين. وأنا أفضّل شاس، لكن لديّ خيارات أخرى».