شكّل مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد في ألمانيا والذي أنهى أعماله أمس، مناسبة جديدة للسلطات العراقية لإبراز نفسها على الساحة الدولية، حيث كان الحضور الكردي بارزاً أيضاً عبر مشاركة إقليم كردستان، ممثلاً برئيسه مسعود البرزاني، بوفد منفصل، وكأنه رئيس بلد آخر، فكانت «قمة عراقية كردية» على الهامش.وخلال لقائه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على هامش أعمال المؤتمر أول من أمس، أشار رئيس الوزراء العراقي إلى «الدور الإيجابي لإيران في مساعدة العراق بمجال مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن «كل فئات الشعب العراقي تقاتل اليوم الإرهاب وأنها موحدة تجاه هذا العدو المشترك».
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، فقد بحث العبادي وظريف «خطر داعش على المنطقة، وضرورة التعاون لمواجهة الإرهاب ودحره وتحقيق الأمن والاستقرار».

وفي لقاء آخر جمعه بنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، ذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية أن «الجانبين بحثا العلاقات بين البلدين والدعم الدولي المقدم للعراق والأميركي خصوصاً في مجالات التسليح والتدريب والمشورة»، مضيفاً إنهما أكدا على «ضرورة استمرار الطلعات الجوية ومساندة القوات العراقية، وأشادا بالتقدم الذي تحرزه القوات العراقية في مختلف مناطق العراق، كما أكدا على وحدة العراق وسيادته... وذكر نائب الرئيس الأميركي أن بلاده قدمت مساعدات عسكرية في موازنة خصصها الكونغرس قدرها 1.6 مليار دولار لدعم جهود العراق».
وبرغم قلة التصريحات الإعلامية الصادرة بعد اللقاءات، فإن الحراك الدبلوماسي العراقي لم يخرج في ألمانيا عن الصيغ التي تبنتها الحكومة العراقية الجديدة منذ تسلمها مهماتها في نهاية الصيف الماضي. وتجد تلك الصيغ ركائزها في كلمة ألقاها رئيس الوزراء العراقي في «معهد كوربر»، يوم الجمعة الماضي، حين قال إنه وسط التحديات التي يواجهها العراق «شكلنا حكومة من جميع المكونات والكتل السياسية، ولدينا رؤية مشتركة من أجل توحيد العراقيين بعد الكثير من الاحتراب الداخلي»، مضيفاً «إننا بعد خمسة أشهر من تشكيل الحكومة، قمنا بإصلاحات تخص الجيش وبذلنا جهوداً من أجل المصالحة وسيادة القانون ونتلقى الدعم من المجتمع الدولي بشكل متزايد وواضح».
وللمفارقة، احتضنت ميونيخ أيضا لقاءً بين العبادي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني بحثا في خلاله التنسيق بين القوات العراقية والبيشمركة الكردية لاستعادة مدينة الموصل. ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين الجانبين منذ تولي العبادي رئاسة الوزراء في أيلول الماضي.
وقال البرزاني إنه «طلب من المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل)، ووزيرة الدفاع (أورسولا فون دير ليين) مزيداً من الأسلحة والذخائر، لعدم كفاية الأسلحة التي أرسلتها ألمانيا إلى الإقليم لمحاربة داعش».

(ا ف ب، رويترز، الأناضول)




...والبرزاني يلتقي بايدن

اجتمع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع مسعود البرزاني، أمس، على هامش مؤتمر ميونيخ. وأفادت الأنباء بأن المحادثات تناولت الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط بما فيها الحرب على مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما لم ينشر البيت الأبيض حتى ساعة متأخرة، من يوم أمس، أي تفاصيل عن اللقاء.
(رويترز)