حيفا ـ فراس خطيبدان المرشح العربي لرئاسة بلدية عكّا أحمد عودة، في حديث لـ«الأخبار»، التصريحات العنصرية التي أدلى بها رئيس البلدية شمعون لانكري أمام حشد يهودي في المدينة، حين قال إن «عكا ستبقى لنا إلى أبد الآبدين».
وقال عودة إن «لانكري يظهر بهذا وجهه الحقيقي والعنصري»، واصفاً تصريحاته بـ«الفاشية». وأضاف أن «هذا هو الوجه الذي سعينا للكشف عنه على مدار السنوات الماضية. فهذا الرجل عنصري وصل إلى رئاسة البلدية مع أجندة عنصرية لتهويد المدينة وهو لا يخفيها اليوم». ورأى أن ما قاله لانكري هو «هدر لدم عرب المدينة ومحاولة لوضع سكانها الأصليين في الزاوية. فهو لا يفهم التاريخ».
وأضاف عودة «لو كان لانكري يفهم التاريخ لتعلم أن شخصيات تاريخية أكبر منه فشلت في اقتلاعنا من أرضنا، وعليه أن يفهم هو أيضاً هذه الحقيقة. على هذا العنصري الصغير أن يعود من حيث أتى، ونحن سنبقى هنا لنبني المؤسسات ونكبر وهو الذي سيبقى الصغير».
وانتقد عودة بعض قيادات عكا من فلسطينيي 48 قائلاً «للأسف، هناك قلة من الشخصيات التي لا تزال تعوّل على هذا الشخص. ولكن اليوم بعد الأحداث، صار من المعيب أصلاً أن ندعم هذه الشخصية، لأن أي دعم يتلقاه لانكري يعني عرقلة لوجودنا».
وكان لانكري، الذي تظاهر بسعيه إلى تهدئة الخواطر، قد أطلق تصريحات عنصرية جاء فيها، «نحن هنا نحمل رسالة. عكا كانت لنا، وستبقى لنا. ستواصل عكا المضي قدماً، رغم رغبة أعدائنا وكارهينا».
لانكري الذي يرشّح نفسه لرئاسة البلدية، سعى إلى تسويق نفسه بواسطة تصريحات معادية لفلسطينيي 48، وحظي بإعجاب الحضور عندما قال «لا أحد يملك القوة لإزاحتنا من عكا، عكا منّا. إنها لنا. سنحافظ على هذه المدينة لأنها غالية وعزيزة على قلوب شعب إسرائيل»، مضيفاً أن «هذا الشعب مر في فترات صعبة آلاف الأضعاف. لن يرفع أحد يده علينا، ومن يفعل هذا، فسنعرف كيف نوقفه». ومن شأن تصريحات رئيس البلدية، وهي الأولى من نوعها في أعقاب أحداث «عيد الغفران»، أن تعيد إشعال فتيل الأزمة في المدينة المشحونة.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية أول من أمس، ما يقارب 1200 شرطي في المدينة تحسباً لوقوع مواجهات على خلفية مسيرة بهجة التوراة، التي جرت في عكا وشارك فيها نحو مئتي شخص غالبيتهم العظمى من طلاب المعهد الديني اليهودي التابع للتيار الديني القومي الصهيوني، الذي أسّسه المستوطنون في الضفة الغربية. وأتباعه من غلاة اليمين المتطرف الإسرائيلي.
ولا تزال أحداث عكا، على الرغم من وقف المواجهات، تلقي بالتوتر على الشارع الفلسطيني في المدينة، وخصوصاً أن شركة «عميدار» الحكومية، التي تمتلك غالبية البيوت الفلسطينية المتضررة، لم تجد حتى هذه اللحظة حلاً جذرياً للدمار الذي خلفتّه اعتداءات اليهود على البيوت العربية. ولا تزال العائلات رهينة النزوح من فندق إلى آخر، وسط تقديم الشركة أنصاف حلول للعائلات، منها الانتقال إلى مكان آخر، في حيّ آخر، والحصول على بيت مساحته نصف مساحة البيت المدمر. ولا يصلح لبناء حياة.
في هذا الوقت، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال سبعة شبّان يهود من حي هتكفا في مدينة تل أبيب، يشتبه بتورطهم في إحراق بيوت فلسطينية في الحي. وتقدر شرطة تل أبيب أن الحديث يجري عن تنظيم محلي يضم عشرة أعضاء من الحي، «أرادوا الانتقام من العرب في أعقاب أحداث عكا».
وكان الحي اليهودي قد شهد ليل الأربعاء الماضي حريقين في بيتين تابعين لفلسطينيين. وبعد تحقيقات الشرطة وخدمات الإطفاء، تبيّن أن البيوت تعرّضت لهجوم بالزجاجات الحارقة التي وجدت في المكان.