بلغت المفاوضات الائتلافية في إسرائيل مرحلة حاسمة، إما باتجاه تأليف حكومة وإما انتخابات مبكرة. ومع اقتراب انتهاء المواعيد القانونية لهذه المهمة، كثرت المناورات واشتدت الضغوط المتبادلة، وحُدد الموعد النهائي للقرار الحاسم يوم الأحد المقبل
علي حيدر
بعدما رفض حزب «شاس» الاقتراح الأخير لحزب «كديما» بتقديم مليار شيكل منحاً للعائلات، حسمت رئيسة الحزب المكلفة تأليف الحكومة تسيبي ليفني قرارها بأنه حتى يوم الأحد المقبل ستتخذ قرارها، إما بتأليف الحكومة وعرضها على الكنيست، وإما التوجه نحو الانتخابات العامة.
موقف ليفني جاء خلال جلسة لكتلة «كديما»، التي أكدت فيها أن «توجهي بعد الانتخابات التمهيدية كان بالذهاب نحو الانتخابات العامة، ولكن اعتقدت أن من الصحيح تأليف حكومة مستقرة»، مشددة على أن الاقتراحات التي قُدمت كانت ملائمة للشركاء المحتملين.
وأوضحت ليفني: «أنا أؤمن بأن من الصحيح تأليف حكومة، وأنا مستعدة لدفع الأثمان، ولكني لست مستعدة لدفع أي ثمن وتجاوز أي خط». وشددت على أن الشركاء يعرفون ذلك وأنها أخبرت رئيس الدولة شمعون بيريز أن الموعد النهائي لحسم الخيارات هو يوم الأحد المقبل. وأضافت أنه «في حال حصول الانتخابات، سنفوز فيها».
وكانت ليفني قد قالت لمقربين منها إنها «لم تقتنع بأن شاس تريد أن تكون، بالحقيقة، في الحكومة».
في المقابل، رد وزير الاتصالات عن حزب «شاس»، أرييل اتياس، على موقف ليفني بالقول: «إنه محاولة لتضليل الجمهور، ولم يقترح علينا أي مبلغ يقترب من هذا الرقم».
وكان رئيس حزب «شاس»، إيلي يشاي، قد رفض اقتراح «كديما» الأخير برفع منح العائلات إلى مليار شيكل بعد الاقتراح السابق القاضي بتقديم نصف مليار. وأكد أنه إذا ما قدمت ليفني حكومتها الضيقة يوم الاثنين المقبل أمام الكنيست، «فسنصوت ضدها». وفي محاولة لتأكيد الطابع النهائي للرفض، لفت مسؤولو «شاس» إلى أن قرار الرفض أتى بعدما تحدث يشاي مع الزعيم الروحي، الحاخام عوفاديا يوسف، وأطلعه على التفاصيل.
وكان طاقم حزب «كديما» في المفاوضات الائتلافية قد وصف الاقتراح الأخير بأنه يهدف إلى «فحص جدية نيات شاس» انطلاقاً من أنه «يمكن أن يؤدي إلى إمكانيتين: إما أن يُقرِّب الطرفين إلى اتفاق، وإما أن يدفعنا لأن نفهم أن شاس لا تقصد بجدية الانضمام إلى الحكومة».
وتعبيراً عن تقدير «شاس» للحرج الذي تقبع فيه ليفني، أكد مسؤول رفيع المستوى في الحزب أن هذا الرقم «لن يكون الأخير». لكنه أضاف: «من جهة يوجد هنا تقدم بين الحزبين، ومن جهة أخرى يوجد أيضاً فخ صغير».
وكانت «يديعوت أحرونوت» قد نقلت عن مقربين من ليفني قولهم «إنها ستؤلف حكومة في جميع الأحوال حتى منتصف الأسبوع المقبل، حتى لو كان لديها 50 نائباً (في الكنيست من أصل 120 نائبا)». وأوضحوا أن ليفني لا تنوي الذهاب بعيداً في طرح اقتراحات إضافية.
وبشأن التقارير الصحافية التي تحدثت عن «تمرد» خمسة نواب من «كديما» برئاسة وزير المواصلات شاؤول موفاز، قال مقربون من ليفني إنه «لا يوجد تمرد في كديما ولا يوجد تخوف من تهديدات موفاز، وإذا كان موفاز سيعمل ضد الكتلة، فإنه سيكون في طريقه إلى صحراء سياسية».
والتقت ليفني أمس مع موفاز للمرة الثانية خلال 48 ساعة. وأوضحت له أنها تنوي تأليف حكومة ائتلافية واسعة وبسرعة، وأن كل الخيارات لا تزال قيد البحث. أما موفاز فقال إنه «ينوي المساعدة في تأليف الحكومة، وخصوصاً في المفاوضات مع شاس».
إلى ذلك، ازدادت الضغوط على ليفني في الساعات الأخيرة، بعدما ألغى طاقم حزب المتقاعدين للمفاوضات، اللقاء مع طاقم «كديما»، الذي كان من المفترض أن يجري بالأمس. وبرر رئيس الحزب رافي إيتان هذا الموقف بالقول: «إن المسودة التي تلقيناها من كديما تثبت أن جمهور المتقاعدين ليس موجوداً على رأس اهتمامات رئيسة الحكومة المكلفة».
وفي السياق، اجتمع طاقما المفاوضات بين «كديما» و«يهدوت هتوراة». وفي محاولة للضغط على «شاس»، أكد مسؤولون في «كديما» أنه على الرغم من الخلافات مع «شاس»، يبدو أنه سيتم التوصل إلى اتفاق مع «يهدوت هتوراة».
والتقى طاقما المفاوضات عن «كديما» وحزب «ميرتس»، أمس، وأكدا حصول تقدم في عدد من المواضيع، وأنهما سيجتمعان مرة أخرى قريباً. وقال رئيس الحزب حاييم أورون لموقع «يديعوت أحرونوت» إنه كوّن انطباعاً بأن ليفني تريد أن يكون «ميرتس» جزءاً من الحكومة.