توجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز بطلب دراسة إمكان فرض قيود على حقوق أسرى «حماس» في السجون الإسرائيلية، وخاصة منع عائلاتهم من زيارتهم. وبرّر باراك الطلب بأنه يأتي «بهدف ممارسة الضغط على حركة حماس» لتسريع المفاوضات بشأن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. ورأى أنه يجب توسيع القيود المفروضة على أسرى «حماس»، بسبب المصاعب التي تراكمها الحركة في قطاع غزة، ونتيجة لـ«المطالب الابتزازية لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، والتلكؤ في المفاوضات لإطلاق سراح شاليط».
كذلك طلب باراك دراسة إمكان فرض قيود على أسرى «حماس» في الضفة الغربية. وبرر موقفه بأنه «في ظل الوضع الحالي، حيث لا يتم استخدام الخيار العسكري، فإنه يجب استخدام كل وسيلة ممكنة لزيادة احتمالات إطلاق سراح شاليط».
وأوضح باراك، في رسالته إلى مزوز، أنه «بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، اتخذت لجنة الوزراء للأمن القومي قراراً بفرض قيود على حركة الناس والبضائع بين إسرائيل وقطاع غزة». وأكد أيضاً أنه بالإضافة إلى منع خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، باستثناء حالات إنسانية، «تم توقيف زيارات العائلات لدى المعتقلين المحتجزين في إسرائيل». وفي السياق نفسه، أمر باراك بعزل الـ450 أسيراً فلسطينياً، الذين تطالب «حماس» بإطلاق سراحهم. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قرار باراك يأتي في إطار سلسلة خطوات إسرائيلية غايتها زيادة الضغط على الجهات التي بإمكانها المساعدة في إطلاق شاليط.
إلى ذلك، قالت «يديعوت أحرونوت» إن المسؤولين في وزارة الدفاع غاضبون من الصليب الأحمر، الذي بحسب ادّعائهم لا يعمل على إجراء اتصال مع آسري شاليط ولا يزوره مندوبوه، ولا يمررون تقارير عن حالته الصحية.
وسيعقد باراك اجتماعاً في وزارة الدفاع، الأسبوع المقبل، للتداول في «العلاقات المتبادلة» بين إسرائيل والصليب الأحمر في ما يتعلق بقضية شاليط. ويرجح أنه بعد هذا الاجتماع، ستبلغ إسرائيل الصليب الأحمر بأنه إذا لم «يغيّر توجهه»، فإن أسرى «حماس» لن يتمتعوا بالامتيازات التي يحصلون عليها عن طريق الصليب الأحمر.
بدوره، رأى المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، أن تصريح باراك بشأن عزل أسرى الحركة وحرمان عائلاتهم من زيارتهم يعبّر عن رعونة الحكومة الإسرائيلية ومؤسستها العسكرية. وقال «إن هذه السياسة العنصرية لن تجدي نفعاً»، مشدداً على إصرار حركته على «إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بشروط الفصائل الآسرة لشاليط». وأضاف «المزيد من هذه الممارسات العنصرية والإرهابية ستجعلها (الفصائل) أكثر تمسكاً بشروطنا».
(الأخبار، يو بي آي)