يديعوت أحرونوت ــ ناحوم برنيعوهناك من يقول إن خطأ ليفني الأكبر كان تدخلها المباشر في المفاوضات، وإنه كان عليها أن تبقى بعيدة عنها وترك الآخرين يتلوّثون في ما بينهم.
وهناك من يقول إن الخطأ الأكبر، كان مع ايهود باراك، عندما وجدت نفسها أمام خيار من اثنين: إمّا أن تتهم باراك بإفشال المفاوضات، وإما أن تتوجه للرئيس متأسفة، وتطالب بالتوجه للانتخابات. لكن تسيبي قررت عدم اتخاذ قرار بدلاً من ذلك. وهناك من يقول إن خطأها الأكبر كان ارتكازها على ما يسمونه طاقم مزرعة شارون... وهناك من يقول إن خطأها الأكبر كان التنازلات في الميزانية، التي قدمتها إلى حزب «العمل» من دون الحصول على موافقة وزير المالية، روني بار اون، مسبّقاً، مما ألحق ضرراً كبيراً بصورتها الشعبية.
وهناك من يقول إنها أخطأت عندما شرعت بالتفاوض مع «ميرتس» بدلاً من «شاس»، وهددت الأخيرة بإقامة حكومة ضيقة. وإيلي يشاي لم يفزع من ذلك، وهو ليس متحمساً للانضمام إلى الحكومة أصلاً ولا يعتقد أنها ستعمّر طويلاً... التهديد بتأليف حكومة ضيقة وفر لشاؤول موفاز، خصمها الداخلي، رافعة لإضعافها.. بكلمات أخرى المراهنة على تأليف حكومة ضيقة كانت مجردة خدعة.
يأخذون «ميرتس» في اللحظة الأخيرة فقط عندما لا يكون هناك خيار آخر. أما العرب، فيأخذونهم في اللحظة ما بعد الأخيرة فقط: لديهم مطالب مفرطة وعند الوصول للانتخابات يصبح التعاون معهم سمّاً زعافاً.
هناك من يقول إن خضوعها لإملاءات باراك أجبر «شاس» على رفع الثمن... وهناك من يقول إنه كان على ليفني أن تتمسك بخططها الأصلية وأن تدعو إلى الانتخابات، متوجّهة إليها نظيفة بريئة من دون دفع شيكل واحد لشركائها المستقبليين. رغم ذلك، ما زالت ليفني اليوم السياسية الإيجابية والأكثر موضوعية في الساحة. من الممكن تصديقها عندما تقول إنها لم تفكر في نفسها فقط، عندما فضلت إقامة حكومة الآن على الانتخابات، لكن في الأمور الحاسمة المتوقعة في الأشهر القريبة في مواجهة الأزمة الاقتصادية، وإيران.